بعيدا عن طقوس البيانات والحرب الورقية بين الأهلي وخصومه في قضية لاعب الموسم سعيد المولد، والتي أخذت في نظر المحايدين أكبر من حجمها، وقريبا من الملعب الأخضر وفرقة جروس التي يرتجي منها «مجانين المدرج» تحقيق أكثر من حلم. الفريق الأهلاوي يحتل وصافة الترتيب ب7 نقاط من ثلاث مباريات والأحكام بعد 3 جولات ليست منطقية ولا في صالح أي فريق، وليس الأهلي فحسب، لكن ولأن المسألة في بدايتها أتت بقبول من جهة وتحفظ آخرين من جهة أخرى على المستوى والطريقة والاختيارات التي اتخذها السويسري جروس كان الخيار في تفنيد بعض النقاط التي تخص «الراقي» ومجانينه. 1 المدرب الأفضل مع إلقاء نظرة واسعة على الفريق الأول في الأهلي، سنلاحظ أن التغييرات هي الأقل مقارنة بباقي فرق دوري «جميل» ما يعني أن الاستقرار هو الغالب، وتلك نقطة تحسب للمدرب أولا ولإدارة النادي، التي كانت جادة هذه المرة في أن تكون الصلاحية تامة ل«جروس»، والذي من جانبه حرص على أن تكون الصفقات «مطلوبة» فعلا، وطلب معها أن يكون الحكم بعد وقت معقول يظهر من خلاله ما يريد من خطط. ونحن هنا لا نتحدث عن مدرب جديد غير معروف حتى نطلق الأحكام، بل إن الحديث عن المدرب الأفضل في الموسم الماضي وحبيب المدرج الأخضر، والذي كان عذره الوحيد في عدم حصد أكثر من بطولة حرمانه من خدمات لاعبين كان يراهن عليهم على حساب لاعبين لم يفيدوا الفريق، فضلا عن الإصابات التي طالت أبرز اللاعبين في أوقات حساسة. فمن غير المجدي أن ننتقد المدرب والموسم مازال في أولى خطواته، بل لابد أن تكون الوقفة تحفيزية وتشجيعية حتى يحصد المأمول. 2 أجانب أكثر جودة مع انطلاقة الموسم وهرولة الانتدابات الجديدة للفريق من خلال ثلاث جولات برزت أسماء بسرعة أكبر من مثيلاتها، لكن ذلك لا يعني سن السيوف والحكم بتسرع على أن ذلك اللاعب سيئ والآخر غير مفيد، بل لابد أن يكون الصبر مطلقا أجنحته حتى الجولات الأخيرة من الدور الأول. اليوناني بواتيس كان الأسرع وصولا إلى إرضاء الجماهير، حتى وصل رضاها بمطالبة جروس أن يكون أساسيا، وربما يرى جروس غير ذلك بفلسفة لابد أن تحترم، حتى وإن فرضت «الفلسفة» اسم نبيل بهوي الذي يقدم العرض الأضعف من بين اللاعبين الأجانب مع أنه اللاعب الأشهر، وقد يحتاج للوقت والدعم من الجماهير التي تشكل نبض القوة لأي فريق وأي لاعب. عبدالشافي ثابت في مستواه الأمر الذي يثلج صدور الأهلاويين بعد التعاقد معه بشكل كامل، فيما يظهر حضور السومة بغير البداية التي كانت في الموسم الماضي، لكن يبقى العلامة الفارقة في خارطة الهجوم الأخضر. 3 التعزيز في مكانه وفيما يخص المحليين من لاعبين متواجدين وانتدابات عززت قوة الفريق، نجد أن كل مركز يشغله أكثر من لاعب يحمل صفة «النجم» باستثناء حراسة المرمى، التي يتواجد بها المسيليم كخبير وحيد، ويبقى الأمل مشروعا في انطلاقة منتظرة لموهبة باسم العطاالله، وكانت آخر الصفقات أبرزها بالتعاقد الظهير الأيمن «القديم الجديد» علي الزبيدي، في خطوة موفقة لإدارة مساعد الزويهري. 4 توليفة طموحة وعن صناعة القرار في الأهلي والتي يقف في باطنها رمز خالد ساهم وأعطى كافة الإمكانيات والصلاحيات لإدارة تطمح بجد إلى تكوين اسمها بحروف من ذهب، ويبدو ذلك جليا من خلال التغيير الكلي في توليفة الكيان الأهلاوي إداريا واستثماريا وإعلاميا واجتماعيا، حتى أصبح الخطاب الأهلاوي أكثر ظهورا واتزانا، مع أخذ الحيطة من القسوة «العمياء» التي قد تنسف الكثير من الجهود التي بذلت ولازالت تبذل، بينما ظهر الجانب الاجتماعي في أكثر من مناسبة كان آخرها خدمة الحجاج، ما يحسب بالإيجابية لرئيس الأهلي مساعد الزويهري ومجلس إدارته. المطلوب كما تم إيضاحه في البداية، الابتعاد عن التشنجات في الأحكام والتسرع في النقد، الذي بدأ مع الأسف من خلال بعض الأقلام الإعلامية التي رأت أن المصالح أهم من الكيان، وانساقت معها بعض الجماهير، التي لابد أن تعي أن المشوار مازال طويلا وفي بدايته.