يسير الفريق الأهلاوي الأول لكرة القدم بمنهج إيجابي في سعيه للتحضير القوي لمنافسات الموسم القادم والمنتظر بدايته بعد أسابيع، ويمني الأهلاويون النفس في أن يشابه الحضور صورة الموسم الماضي والتعزيز للأفضل، وهو الأمر الذي بدا واضحا من خلال معسكر خارجي عالي المستوى، وتعاقدات جيدة في شكلها الأولي، وإدارة جديدة وطموحة، كل تلك المحفزات تبعث الأمل في أن يعزز الأهلي استقراره وظهوره المبهج لموسم كامل أفسدته لحظات الحسم الأخيرة. اجتهاد غير رسمي ما يفرض التنبؤ بقادم أفضل للفريق الأهلاوي، هو العمل الصامت للرئيس المرشح مساعد الزويهري قبل أن يتم تنصيبه، ما يدل على أن الرجل حاضر للعمل وإثبات الوجود ورفعة الفرقة الخضراء، دون الاهتمام ب «رسمية المنصب»، وهذا ما يحتاجه «الملكي» حاليا، ولا يمكن لهذا العمل أن يكتمل إلا بنية صادقة وهدف واضح، وبمعاونة رجال مخلصين وحريصين على النجاح وتحت جناح الغائب الحاضر رمز الأهلي الأمير خالد بن عبدالله الذي لا يزال الداعم الأكبر للنادي الأهلي. صفقات شكلها «يطمّن» يحسب للأهلاويين إبقاؤهم على من شكلوا إضافة كبيرة للفريق من خلال التجديد مع محمد عبدالشافي واستمرارية «العقيد» عمر السومة، ومن ثم البدء في الانتدابات التي بدأت في أواخر الموسم الماضي بالنجم إسلام سراج كأول الصفقات المميزة. ومع استعدادات الأهلاوي بمعسكر سويسرا جاء التعاقد المثالي مع اللاعب السويدي من أصل مغربي نبيل بهوي الذي تشير المشاهدات الأولية له أنه من لاعبي الطراز النادر والمؤثر في خارطة أي فريق يلعب معه، والتفاؤل يزداد بالتعاقد الأخير مع اللاعب اليوناني إيوانيس فيتفاتزيديس، والذي كانت غالبية مقاطع الفيديو التي غردت به مبهرة ولافتة. ولكن يبقى الأهم من كل ذلك أن يكون التواجد على الملاعب السعودية الموسم القادم موزايا تلك المشاهدات، فقد مل الأهلاويون «شرب المقالب» وفخامة الأسماء دون المنتج. ويحسب كذلك لمسيري الأهلي التقنين من جهة الصفقات المحلية والاكتفاء بالمهاجم إسلام سراج ولاعب الوسط فهد حمد، وبذلك يتم إعطاء الفرص لغالبية اللاعبين المتواجدين منذ الموسم الماضي والذين عدوا بالفعل مكاسب ثمينة طرزت الفريق وقدمت أفضل المستويات. الدرس المستوعب من جروس لعل أكبر أخطاء الموسم الماضي كان التدخل في اختيارات المدرب السويسري جروس والإملاء عليه بأسماء حضرت فقط على دكة البدلاء وكانت «عالة» كبيرة على الفريق أفقدته الاستفادة من ميزة اللاعب الأجنبي، حيث لم تكن القناعة لدى جروس كافية للاعتماد عليهم مع أنه أعطاهم حيزا من الفرص دون جدوى. وعلى ما يبدو واضحا أن الإدارة الجديدة استفادت من الأخطاء السابقة لتعطي كامل الصلاحيات لمن يجب أن يملكها وما كان منها إلا توفير كل متطلباته خاصة أنه نجح وكسب الرهان في آخر المطاف. المطلوب من الجمهور في الموسم الماضي عكس «المجانين» الظاهرة التي تميزوا بها لموسمين سبقته، حيث كان العزوف الغريب بالرغم من تقديم الفريق لمستوى أشاد به حتى المنافسون. ومع انطلاقة صافرة أولى مباريات الدوري يجب أن يكون الحضور موازيا للطموح الذي ينشده جمهور الراقي من كوكبة نجومه ويكون الموعد مع تتويج مازال قيد الانتظار.