أبرز ما استوقفنا في آخر إطلالات حسن روحاني كان مصطلح «الاقتدار» مما دفعني إلى الذهاب للمعجم بعدما التبس تفسير المصطلح علي. فوجدت في سطور المعجم -حيث لجأت- تفسيرين يجولان حول هذه المفردة. فيقول المعجم: اقتدر القوم أي طبخوا اللحم في القدر، ثم يقول: استقدر الله خيرا أي طلب من الله أن يجعل له قدرة على خصمه. تأملت التفسيرين والسياقين، فازدادت حيرتي حيرة، فإن كان روحاني يقصد التفسير الأول فسياسات نظامه لم تبقِ لا لحما ولا حتى قدرا يستطيع هذا النظام أن يصنع فيه طعاما لشعبه، فالشعب الإيراني الذي سرق صوته في الانتخابات سرق ماله وخيرات بلاده أيضا، وكل ذلك في سبيل تصدير الإرهاب والموت للشعوب المجاورة حيث كان يصرخ المتظاهرون الإيرانيون في شوارع طهران: مال إيران للإيرانيين. فيما إن كان يقصد روحاني التفسير الثاني فإن في الأمر غرابة، لأن الله لا يستجيب دعوة الظالمين، فالدعوة المستجابة منحها الله للمظلومين الذين بشروا أن دعواهم ترتفع إلى السماء ويستجاب لها. «اقتدار» روحاني الذي يتحدث عنه ليس بمفردة عربية، فهو استعمل حروف لغة الضاد لكي يكذب على شعبه ببعض أجزائه لأن للعرب حصة وحصة كبرى في تلك البلاد واسألوا أهل الأحواز. «اقتدار» روحاني خطاب فارسي بحروف عربية، أراد به أن يكذب على ناسه وعلى عوائل ضحايا مغامراته، أراد أن يقول لهم ولعيونهم المشككة إن نظامه قوي وتلك العيون تكذب تلك الأقاويل. «اقتدار» روحاني كذبة جديدة في سياق مسلسل الأكاذيب الذي امتهنه نظام الملالي في كل المراحل والأخاديد. وليس باقتدار، هو استعارة لإخفاء مفردة في الحقيقة هي مفردة عجز الخاسرين.