خلال الفترة الماضية، وحتى اليوم، تشهد أمانة منطقة جازان بصفة يومية حالة من الارتباك والتعطيل بشأن إنجاز معاملات المواطنين، حيث تزدحم شبابيك المراجعة بالطوابير أمام بوابات المكاتب، في انتظار حضور موظف ولو واحدا، حيث أوضح عدد من العاملين في الأمانة، أن قلة الموظفين المكلفين أسهم في تأخير إنهاء المعاملات. وجالت «عكاظ» داخل مبنى أمانة جازان، ولاحظت وجود عشوائية في ترتيب المعاملات، حيث وثقت الكاميرا انتشارها على الأرض والكراسي وداخل كراتين، دون وجود آلية واضحة للإسراع في إنجاز تلك المعاملات. ورصدت الصحيفة تذمر عدد كبير من المواطنين المراجعين، بسبب عدم تسريع إجراء المعاملات الخاصة بهم وبغيرهم، والتي من المفترض ألا تستغرق بضع دقائق، مشيرين إلى أن اصطفاف العديد منه داخل الممرات وصالات الانتظار لعدة ساعات. وقالوا إن معاملاتهم توجد في أدراج مكاتب الموظفين دون أن تنجز، وهو ما يتسبب في تعطيل مصالحهم، حيث يقطعون مسافات طويلة للمراجعة طلبا لإنجاز معاملاتهم، لكنهم يعودون من حيث أتوا، دون تقدم يذكر في معاملاتهم. 3 أشهر لمطاردة موظف غائب وقال المواطن محمد عبدالرحمن، إن لديه معاملة استخراج حجة استحكام تم تحويلها إلى أمانة جازان، وفي كل مرة يراجع الأمانة خلالها، لا يجد الموظف الذي توجد لديه المعاملة، مشيرا إلى أنه قد مضت حتى الآن أكثر من ثلاثة أشهر دون أن يطرأ أي جديد على معاملته، وقال: «كل ما تحتاجه توقيعا فقط، لكن غياب الموظف المختص تسبب في تعطيل مصالحي وإنهاء مشكلتي في استخراج صك شرعي على أرضي حتى يمكنني السكن بها». وشبه نايف حكمي غياب الموظفين عن مكاتبهم في أمانة جازان بسباق تنافسي فيما بينهم، لمعرفة من يغيب أكثر، وذلك في ظل غياب الرقابة من قبل المسؤولين في رصد حالة الغياب والانسحاب. وقال حكمي: «لدي معاملة تحتاج إلى توقيع من قبل أمين منطقة جازان من شهر رمضان المنصرم، ومع مرور تلك الأيام لم يتم توقيعها حتى الآن، نتيجة غياب المسؤولية والاهتمام في إنجاز معاملات المواطنين، الذين تتوقف مصالحهم نتيجة إهمال بعض الموظفين أو المسؤولين». فقدان معاملة من جانبه، أكد المواطن عبدالله حمدي أنه فقد معاملته لدى الأمانة، بسبب الإهمال من قبل الموظف المختص، وغياب التنظيم في العمل، وحضور العشوائية التي تسيطر على مكتب ذلك الموطف، مشيرا إلى أنه مضت أكثر شهرين، ولم يتم العثور على المعاملة المفقودة بعد. من جهتهم، أبدى عدد من الموظفين تذمرهم من رفض المسؤولين في أمانة جازان لطلبهم بزيادة عدد الموظفين، وذلك بسبب ارتفاع معدل المعاملات خاصة حجج الاستحكام، وقالوا إن الموظف الواحد يتكلف بإنجاز معاملات ثلاث محافظات؛ ما يتسبب في تأخير إنجاز المعاملات. وهاتفت «عكاظ» وراسلت المتحدث الإعلامي في أمانة جازان طارق رفاعي، لمعرفة أسباب تعطل إنجاز معاملات المواطنين، إلا أنه لم يرد طيلة الأيام الماضية.