هناك مثل دارج وهو «الثقل صنعة» ومن معاني «الصَنْعَة» التكلف وزيادة المشقة للوصول إلى أمر ما. ولا شك أن عملية استخراج النفط تكنفها المشقة وبخاصة النفط الثقيل، فاستخراجه من مكامنه يتطلب مشقة عالية بدنية ومالية، كما تتطلبها عملية تكريره مقارنة بالنفط المتوسط والخفيف، ولذلك أجرينا عليه المثل السابق. وأود أن أشير إلى أن النفط يُصنف حسب كثافته النوعية إلى نفط ثقيل جدا (أقل من 10)، وإلى نفط ثقيل (من 10 إلى 21)، ونفط متوسط (من 22 إلى 30)، وأيضاً نفط خفيف (من 31 إلى 40)، وأخيراً نفط خفيف جداً (أعلى من 40)، كما صنفه المعهد الأمريكي للنفط API. ويشكل النفط الخفيف «سهل الإنتاج» نسبة 70% من النفط الخام في المملكة، وتشمل النسبة المتبقية كلا من النفط المتوسط والثقيل، وهي نسبة لا يستهان بها إذا أخذنا بالحسبان بأن النفط شئنا أم أبينا مصدر للطاقة ناضب غير مستدام، وعليه ستنتهي مرحلة إنتاج النفط السهل يوما ما، ولن نجد حينها مناصا من إنتاج النفط الصعب سواء النفط الثقيل والذي تتربع منطقة الشرق الأوسط على هرمه، حيث يقدر احتياطها منه بنحو 78 مليار برميل تقريباً. ومن أهم الحقول المنتجة للنفط الثقيل في المملكة، حقل السفانية البحري، الذي يعد أكبر حقل نفطي بحري في العالم وبدأ إنتاجه عام 1975م، وحقل الغوار البري الذي يعتبر أكبر حقل بري في العالم ويجري إنتاج النفط منه منذ مطلع خمسينات القرن الماضي، إضافة إلى ذلك كل من حقل منيفة ومرجان وزلوف البحرية. أما على المستوى الخليجي فهنالك حقل «الوفرة» المشترك بين المملكة والكويت، ولهذا الحقل من اسمه نصيب من مخزون النفط الثقيل. ونظرا للزوجة النفط الثقيل العالية، فإن استخراجه من مكامنه في باطن الأرض يتطلب بعض التدخلات والإجراءات لتخفيف لزوجته ليسهل استخراجه، وكلما قلت نفادية صخور المكمن، ازدادت هذه العمليات تعقيداً وتكلفة. من إحدى عمليات المعالجة الحرارية ما يسمى التحفيز بالبخار، ويتم ذلك بحقن بئر الإنتاج بالبخار الساخن مما يساعد على تقليل لزوجة النفط في مكامنه ليسهل استخراجه، والتي ترفع كفاءة الإنتاج إلى سبعة أضعاف تقريباً.