أوجدت «السفّانية» لنفسها موقعاً لافتاً في اقتصاد الساحل الشرقي السعودي حتى من قبل ظهور النفط. فقد كانت «هَيْراً» مشهوراً تتزاحم في مياهه سُفن الغوص الباحثة عن اللؤلؤ، واكتسبت بذلك سُمعةً لؤلؤيةً مُغرية بالمغامرة. ثم تراجعت سُمعتها وسمعة ال «المغاصات» الأخرى بعد انهيار تجارة اللؤلؤ على إثر اكتشاف اللؤلؤ الصناعي الياباني، وخبت صورة «السفانية» إلى أواخر الثلاثنينيات الميلادية من القرن العشرين. وفي عام 1939م بدأ جيوفيزيائي في شركة الزيت العربية الأمريكية «أرامكو»، هو دك كير، أبحاثه في المنطقة المغمورة، ورسمها حول خريطة العمل ليشير إلى هذا الجزء من الخليج العربي وكتب إلى جانبه «منطقة مرتفعة محتملة في المياه المغمورة «، ليضع إصبعه على مكمن زيت على عمق آلاف الأقدام في باطن الأرض. لكن الاكتشاف الفعلي تأخر إلى عام 1951، ليكون حقل السفّانية أكبر حقل نفط بحري في العالم كله، ويُقارن بحقل الغوّار الذي يُعتبر أكبر حقل نفطي بري في العالم أيضاً. إنتاج النفط من السفانية بدأ عام 1957، ثم وصل الإنتاج إلى 50,000 برميل في اليوم من النفط الخام من 18 بئرا. وفي أوائل 1962 تم تطوير المرافق ليصل الانتاج إلى 350,000 برميل في اليوم من 25 بئرا. وبهذا تضاعف الإنتاج سبع مرات في أربع سنوات وعشرة أشهر فقط. تبلغ احتياطيات النفط حوالي 37 بليون برميل و5,360 بليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. ويصل إنتاجه إلى أكثر من 1.2 مليون برميل في اليوم.