يمثل العمل التطوعي إحدى اللبنات الأساسية في بناء المجتمعات وتطورها، فالجهود التطوعية تعد إحدى الممارسات الإنسانية المرتبطة بكل معاني الخير والعطاء معبرة بذلك عن صورة من صور التكافل الاجتماعي. ومن خلال قسم الأطفال بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز نسعى إلى ترسيخ ونشر مفهوم التطوع في العمل الخيري الطبي، حيث إنه منذ انطلاقنا في تنظيم الحملات التوعوية الطبية التي تتناول الأمراض المزمنة المنتشرة في مجتمعنا السعودي ركزنا على جانب العمل التطوعي، وقد لمسنا تجاوبا كبيرا من طلاب وطالبات الطب في جميع جامعات المملكة يتقدمهم كبار الأطباء انطلاقا من أن الهدف إنساني يرجى من ورائه خدمة المجتمع من خلال التوعية وغرس المفاهيم الصحيحة نحو كيفية الوقاية من الأمراض. ولفت إلى أن العصر الحالي شهد تغيرا جذريا في أنماط الأمراض وانتشارها بين أفراد المجتمعات العالمية وبالتحديد الأمراض التي يعبر عنها بأمراض النمط المعيشي كأمراض الضغط والقلب والسكري، حيث إن كثيرا من هذه الأمراض إنما هي نتيجة لسلوك خاطئ، ومن هنا فإن التثقيف الصحي هو حجر الزاوية للوقاية من هذه الإمراض بل هو أول مناشط تعزيز الصحة فمن خلاله يتم الارتقاء بالمعارف والمعلومات وبناء التوجهات وتغيير السلوكيات الصحية، وخلال السنوات الأخيرة تم الارتقاء بمفاهيم التثقيف الصحي فأصبح علماً من علوم المعرفة يستخدم النظريات السلوكية والتربوية وأساليب الاتصال ووسائل التعليم ومبادئ الإعلام للارتقاء بالمستوى الصحي للفرد والمجتمع.