وقفت «عكاظ» في جولتها في ثاني أيام العيد على الحدود السعودية - اليمنية، على تضحيات المرابطين من رجال حرس المجاهدين البواسل، الذين يقفون حصنا منيعا ضد دخول أي متسلل، يمشطون على مدار ال24 ساعة الأودية، القفار، الجبال؛ لصد أي اعتداء على الوطن، بالاعتراض والإيقاف والقبض على المهربين، والتعامل بما يقتضيه الموقف في حالة عدم امتثالهم للتعليمات وتسليم أنفسهم وكل ما لديهم من أسحله أو مخدرات أو مخالفي نظامي الإقامة والعمل، حيث تنتشر دوريات المجاهدين على الشريط الحدودي لعسير تفتش الأودية وقمم الجبال والكهوف بدوريات متغيرة وفرق ميدانية في كل جزء من الحدود، تاركين أسرهم وذويهم وأقاربهم؛ فداء للوطن، يقضون يومهم على الهضاب والصخور وسفوحها الشاهقة وفي طرقاتها المنحدرة والخطرة، ولم تعق التضاريس الوعرة مسيرتهم، بل أصبحت سلسلة جبال عسير وأوديتها عبر الحدود مع الجمهورية اليمنية مطية تعود عليها هؤلاء الرجال، يسلكونها بشكل يومي عبر فرقهم المنتشرة على كافة المناطق في الشريط الحدودي. «عكاظ» عايشت المجاهدين المرابطين على الحدود الجنوبية الجبلية، ورصدت جهودهم الكبيرة خلال مرافقة دورياتهم، وواكبت الورديات الراجلة لرصد مواقع التسلل لصد أي محاولات للمهربين للتسلل سيرا على الأقدام، إذ أكد رجال الحرس أن المهربين ليست لهم أوقات محددة، فهم يقدمون على محاولاتهم بشكل مباغت لتمرير الممنوعات بأشكالها، ولا يتورعون عن إطلاق النار على أفراد المجاهدين عند التصدي لهم. وأشار المجاهدون، إلى أن من أبرز القضايا التي يواجهونها مطاردتهم للمهربين الذين يقودون سيارات حديثة بسرعة جنونية يحملون على متنها مجهولي الهوية لاستلام المبالغ المادية في حال توصيلهم للوجهة المتفق عليها، بالإضافة إلى تصديهم في أغلب الأوقات لظاهرة التهريب المنتشرة بشكل لافت في الحدود وعبر الجبال والصحاري والأدوية للمهربين والمتسللين من الأراضي اليمنية، من خلال «الورديات» على مدار 24 ساعة، بالتناوب فيما بين الفرق العاملة في القطاعات؛ بحثا عن المجهولين والمطلوبين أمنيا، مبينين أنه بحكم موقع الحدود الجغرافية وتضاريسها الوعرة لكونها تربط جنوب المملكة مع وسطها وشمالها فإنه يقصدها الكثير من المهربين، الذين غالبا ما يكونون عاطلين عن العمل أو من أرباب السوابق الجنائية.