يقف أفراد المجاهدين في منطقة جازان كالجبال الشامخة في مواجهة المهربين والمتسللين، لمنع وصول المخدرات والأسلحة إلى داخل أرض الوطن، وبعزم وحدس أمني يرخص هؤلاء الرجال أرواحهم لحماية الحدود الجنوبية ذات التضاريس الوعرة والمساحة الشاسعة من أي اختراق أو تجاوز. «عكاظ» رافقت أفراد المجاهدين وتوغلت في الشريط الحدودي، ورصدت الدور الذي يقومون به للتصدي للمهربين والمتسللين. الصدفة وحدها قادتنا للتواجد في مواجهة بين رجال المجاهدين وعدد من مهربي الأسلحة، وتحت وابل من الرصاص استطاع المجاهدون بحزم وقوة صد المهربين ومنعهم من التسلل. في تمام السادسة والنصف صباحا، بدأت الجولة من مركز القيادة للفرقة الثالثة في محافظة الداير، وخلال الطريق كنا نستمع لبلاغات المجاهدين عن وجود خطر يقترب من المنطقة التي يقومون بتغطيتها. كانت هذه الإشارة كفيلة بتجهيز قوة من المراكز المجاورة لدعم الفرقة والقبض على المهربين الذين يحملون (عتلا) غير محدد ما بداخلها، لكنها لا تخلو حسب الضبطيات السابقة من (الهيروين، الحشيش، والمخدرات بأنواعها، والأسلحة). كان المجاهد سالم جابر مع زملائه يقفون للتصدي للمهربين والقبض عليهم أو إسقاط ما بأيديهم من مهربات، وبعد مناوشات بالذخيرة الحية تراجع المهربون من حيث أتوا، وتركوا مهرباتهم من مسدسات وطلقات رشاش وأسلحة مختلفة. خط دفاع ويؤكد رئيس الفرقة الثالثة للمجاهدين في قطاع الداير موسى بن حسن الأيباني، أن المجاهدين في الخط الثاني يقفون إلى جانب زملائهم في القطاعات الأمنية الأخرى للحيلولة دون دخول المهربين والمخربين والمتسللين، ونعمل في هذه الجبال والأودية لمنع دخول الممنوعات للوطن ومنع المتسللين والمخربين من الدخول للأراضي، ورغم المساحة الشاسعة التي تغطيها تلك القطاعات العسكرية، تسيطر دورياتنا اليومية على الكثير من المواقع ويتم بشكل يومي إحباط تهريب عدد من الممنوعات من الأسلحة والمخدرات بأنواعها. وأضاف: يواجه المجاهدون تهديدات وإطلاق نار وخطرا عند المطاردة على الجبال، إلا أن الجميع مؤمن بأنه يدافع عن هدف لتحقيق الاستقرار، ونحن جنود مجندة لخدمة هذا الوطن. حدس أمني أثناء المرور في أحد الطرق من محافظة الداير باتجاة وادي دفا، كانت تسير في الاتجاة المعاكس سيارة ذات دفع رباعي، وتنبه أحد رجال المجاهدين قائلا «هذه السيارة تحمل ممنوعات مهربة»، استغربنا حديثه ولكنه أكد ذلك، وبناء عليه أجرى اتصالا بزميله الذي عاد بسرعة ليحاول إيقاف السيارة، لكن قائدها عندما شاهد الدوريات تقترب، فتح الباب وأطلق ساقية للريح، ما تسبب في انقلاب السيارة، التي اتضح أنها مسروقة من أيام وعليها بلاغ أمني، وتحمل كميات كبيرة من القات. موكب للتهريب ويتذكر أحد الأفراد قصة أحد المهربين الذي كان يحاول تهريب حمولته من القات داخل موكب عرس ليبعد الشكوك عنه، ولكن اشتباه أحد المجاهدين في تصرفات السائق، دفع المجاهد إلى تفتيش السيارة التي اتضح أنها تحمل كميات من القات، والحبوب المخدرة. ترحيل القات كانت الحمولة التي أتلفت أمام مركز القيادة في الداير تجاوزت ثلاثة آلاف حزمة قات، ويتم تجهيز هذه الحمولات قبل الدخول إلى الحدود، ويشير أصحاب الخبرة إلى أنه يتم تجهيز كل حملة حسب المدينة التي تصل إليها ووفقا للشخصيات التي ترغب فيها. فهناك أنواع عادية يتم لفها في قطع مناديل قماش توزع على المحافظات المجاورة وتتراوح أسعارها من 100 إلى 250 ريالا، ولكن النوع الآخر الذي يتم ترحيله وتهريبه للمناطق البعيدة تتم تغطيته بحافظات خاصة عبارة عن ورق الموز، كي لا يتأثر من المسافات الطويلة. دعم المراكز مراكز المجاهدين المنتشرة في مركز تربا والكرشة ووادي دفا، بحاجة إلى دعم وتجهيز مناسب ليستطيع أفراد المجاهدين القيام بدورهم على أكمل وجه في المتابعة المستمرة والتواصل مع القطاعات الأخرى للسيطرة على الشريط الجنوبي، الذي يشكل مساحات كبيرة مفتوحة ومناطق جبلية وعرة مختلفة التضاريس يستخدمها المهربون لإيصال سمومهم وخطرهم للبلاد. ورغم انقطاع الاتصالات في بعض المواقع والمناطق الوعرة التي يسلكها أفراد المجاهدين، إلا أنهم يحاولون التصدي لمحاولات التهريب والتسلل.