واصل مثقفون وإعلاميون سعوديون وعرب نقدهم للخطاب الإيراني المتجني على المملكة والقائم على أهواء وأوهام تختلقها الآلة الإعلامية الإيرانية وتصدقها ثم تسوقها وتجد من الأبواق من يرددها ويرى الباحث والكاتب الدكتور عبدالله الكعيد أنه شيء متوقع أن تجد إيران فرصة حدوث مثل هذا الحدث لكي تشن حربا إعلامية على المملكة خططت لها مسبقا لافتا إلى أنه حتى ولو لم يقع حادث التدافع لاختلقت إيران كذبة من نسج خيالها كما هي عادة إعلامها والأبواق التابعة لها في بث أكاذيب لن يصدقها سوى صانعيها ومروجيها، وأضاف قلت في لقاء متلفز يجب ألا نلقي بالا لما يقولون بل وأن نتجاهلهم تماما وننصرف في إكمال مهمة حجاج بيت الله الحرام حتى يعودوا إلى أوطانهم سالمين يحملون أجمل الذكريات عن مكان مقدس وأناس شرفاء خدموهم بإخلاص ولتمض قافلة الإنجاز في طريقها وتترك للغير الحسرة واللطم، مشيرا إلى أن قادتنا يبنون القرارا على الحقيقة وخادم الحرمين الشريفين عزى وواسى كعادته الراقية وأصدر الأمر بالتحقيق فللنتظر نتيجة التحقيق وعندها ستتضح الحقائق. ويذهب المسرحي محمد ربيع الغامدي إلى أن حملات الإعلام الإيراني البائس تسعرها كراهية كل ما يشكل عقبة في وجه الغول الفارسي، لذلك فهي ليست بمستغربة وليست طارئة أيضا ولن تتوقف مادام هناك غول فارسي وما دامت هناك صلابة عربية تقف المملكة العربية السعودية في صفها الأول، ووصف إعلام إيران بالكاذب الخاطئ الأمار بالسوء والتضليل وصناعة وانتاج الأكاذيب التي يضعها مجانا في عربات التسوق ليصدقها العوام، وأضاف ما بالهم يتصيدون الأحداث القدرية في بلادنا فينسجون حولها قصصا لا يصدقها أحد إلا من كان على شاكلة ذلك الإعلام، وأبدى تعجبه من حكومة تدندن الآن حول حادثة التدافع وتغض الطرف عن جرائم مع أهل الأهواز وفي سوريا وفي العراق وفي غير العراق لتروي ظمأ الغول الفارسي المختبئ في قلب نظامهم الآيل للسقوط، وأضاف إنه إعلام يخدم الكراهية الفارسية التي تصطدم في كل جيل بيوم ذي قار جديد تتحطم عليه تلك الكراهية، من جهته قال الشاعر عبدالرحمن موكلي إيران تتعامل مع الحادث سياسيا كورقة من أوراق اللعب السياسي وهي أبعد ما تكون عن المقصد الأخلاقي في القضية ويرى أن يتم التعامل مع الحادث من خلال مجريات التحقيقات وبكل مهنية وجعل الأسبقية للمعلومة المسجلة وخصوصا المصورة بعيدا عن المزايدات. ويؤكد الإعلامي اليمني صالح البيضاني أن ما يقوم به الإعلام الإيراني هو امتداد لحالة الهوس والتزييف الجمعي الذي بنيت عليه إيران الملالي، وأضاف كل ما ينشره الإعلام الإيراني يعبر عن حالة الأزمة المتفاقمة التي يعيشها المجتمع الإيراني والذي تسعى حكومته لإشغاله بالصراعات الخارجية ومصارعة طواحين الهواء ويؤكد أن دور المملكة العربية السعودية الريادي والقيادي في المنطقة ضاعف من حالة الجنون لدى القيادة الإيرانية التي باتت تكشف أكثر من أي وقت مضى من خلال إعلامها الانتهازي عن موقفها العدائي للمملكة ولكل ما هو عربي، ويرى أنه إذا كانت الثقافة الفارسية لازالت تحاول النيل من صحابة رسول الله بعد أربعة عشر قرنا فيجب أن يكون معلوما أن ما يقوم به الإعلام الإيراني من دور مشبوه في استهداف المملكة أمر يأتي في سياق الحقد التاريخي الذي بنيت عليه الدولة الصفوية في إيران، ولفت البيضاني إلى أن حالة الابتزاز الإعلامي ومحاولة الاصطياد في الماء العكر التي دأبت عليها وسائل الإعلام الإيرانية لم تعد ذات أثر حقيقي نظرا لافتقادها لأي قيم مهنية بقدر ما هي نوع من الدعاية وبث الشائعات وتحميل الأمور أبعادا غير حقيقية كما حصل في حادثة تدافع ضيوف الرحمن بمنى والتي تشير أصابع الاتهام نحو دور مشبوه لإيران خصوصا أن تاريخها حافل بمحاولات تعكير صفو مناسك الحج، وأضاف أقول إن الرافعات التي تبنى وتعمر ليست كتلك التي تشنق إيران عليها المعارضين والدولة التي تستقبل ملايين الحجاج كل عام ليست كتلك التي تتسبب في موت الملايين. فيما وصف الإعلامي نصر المجالي مواقف إيران من تحميل المملكة مسؤولية تدافع الحجاج بالساذجة التي لا ترقى إلى المسؤولية ولا تلتزم مهنية الإعلام المتزن الراقي المسؤول وتطلع للموضوعية في الطرح وعدم تحويل حادث عابر إلى سبب يعزز مزيدا من الشقاق والخلاف في زمن تنادي فيه المملكة بالوحدة واجتماع الكلمة، مؤملا أن يعي العقلاء الإيرانيون أن المملكة تبذل كل ما في وسعها لتأمين سلامة الحجاج، وأضاف بأن حادث التدافع ليس جديدا إلا أن توتير العلاقات وتبادل الاتهامات حيلة عاجز كون التحقيق لم يكتمل والصورة الحقيقية لما حدث ما زالت غائبة. ويؤكد الشاعر الدكتور صالح الشادي أن ما حدث في مكة أمر واضح لا يحتاج إلى تعليق لكن أن تختار إيران تحميل المملكة المسؤولية من ضمن عشرات الدول الإسلامية هذا يعني أن هناك قصدية وهو ما اعتدناه من إيران طيلة سنوات مضت، ويرى أن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى لغايات ومصالح لم تعد مقبولة ولا مستساغة كون هناك وعي عالمي وبصيرة سياسية ومهنية إعلامية من شأنها أن تقول لإيران قفي عند حدك كون الشمس لا تحجبها الغرابيل كما يقال وليس هناك من غموض أو تعقيد في الأمر وكل شيء جلي وواضح، وأسأل الله أن يحفظ مكة وبلاد المسلمين من كل فتنة واحن.