قال مدير المركز الأوروبي للدراسات في إسبانيا ومبعوث وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في أسبانيا الدكتور محمد كمال: يدمي القلب ويحزنه ما يتلقاه من خبر يتأثر به أي من المسلمين، وإنه لمن أشد ما يوجعنا ويؤلمنا إذا كان الأمر بتعلق بالمشاعر المقدسة، والتي كل وجودنا الإسلامي كرامة وعزة، والمحافظة عليها مهمة كل مسلم، تتعين وجوبا على كل زائر لبيت الله الحرام، وما قوله تعالى «ومن دخله كان آمنا»، إلا أمر جازم لكل مؤمن بتضافر الجهود والقيام بالمستطاع للمحافظة على أمن هذا البلد وزائريه. وأضاف: أقول واثقا مقالة رجل يعرف مكة زائرا وحاجا منذ ما يقارب أربعين سنة: إن اهتمام المملكة بمكة ومشاعرها والمدينة المنورة وما جاورها يفوق أعظم الاعتناء بأي مدينة أخرى؛ حديثة أو قديمة، وحديثي ليس فقط عن العمران والبناء، وإنما كذلك عن التنظيم والتخطيط، وأي عينٍ تنكر ما تقدمه المملكة من حسن إعداد وتنظيم ورعاية، ولكن المسؤولية لا تقع على يد الجهات الرسمية فحسب، ولكن يقع دور مهم وأساس منها على الجهات الشعبية، لقد هزم المسلمون في أحد بسبب تقصير بعض الأفراد وليس بسبب سوء التنظيم والتخطيط. وبين أنه: أعلم أن هناك من يتصيد للمملكة أخطاء ويشنع بها ما بلغ صوته، ويسوء كثيرا منهم أن يمر موسم الحج دون هناتٍ يقع مثلها في أكبر المدن العالمية وأكثرها نظاما في مبارايات كرة القدم أو المهرجانات الشعبية، ولا يرجع شيء من ذلك إلى الجهات المنظمة بقدر ما يكون التقصير من بعض الأفراد الزائرين الذين يرون كأنما الأرض خلقت لهم دون غيرهم، نراهم وهم يتدافعون في الحرم ويزاحمون الحجيج بضراوة وشدة، وقد ذكرنا في أحاديث لنا شتى من قبل عن ضرورة تبني مسؤولي البلاد الإسلامية تعليم وتثقيف الزائرين لبيت الله الحرام بما يجب أن يكون من عناية ورعاية وحق للمكان وزائريه، ولست حكما في قضية بعينها، ولا ألقي باللائمة على جهة رسمية كانت أو شعبية فذلك مما سوف تجليه التحقيقات، ولقد عرفنا حكومة خادم الحرمين الشريفين تتصدى وتواجه بكل حزم وعدل ودقة كافة التجاوزات، وما حادثة رافعة الحرم المكي عنا ببعيد، ولكن الذي نؤكده وندين الله به ما تراه العين ويشهده الواقع من عناية المملكة بالأماكن المقدسة والتغير الملموس على المستويين المادي والإنساني والذي أثبتت فيها المملكة كفاءتها الرائدة في الحفاظ على مقدسات المسلمين. وقال: أحذر إخواني من أهل العلم والدين من الانجراف أو الانحراف وراء الدعوات المغرضة التي تشنع على المملكة عدم قدرتها المحافظة على بيته الحرام، ونعرف من هم وراء هذه الدعوات التي تريد ضرب أمن مقدساتنا في مقتل، إن أمن المملكة اليوم هو أمن المسلمين جميعا، وإن مسايرة هذه الدعوات الباطلة إنما هي هدم للدين وتمكين لدعاة الفتن من زعزعة الأمن والطمأنينة في ربوعنا.