في الوقت الذي تعيش فيه الإدارة النصراوية مأزقاً في بقاء المدرب الكرواتي دراجان بسبب عدم قدرة الإدارة على استخراج تأشيرة للمدرب البديل أياً كان اسمه وجنسيته للدخول إلى الأراضي الإيرانية، والإشراف على تدريب الفريق قبيل مواجهة ذوب أهان الإيراني في دوري أبطال آسيا اليوم، يعيش مدرب النصر السابق الأوروغواني خورخي ديسلفا حالة من النشوة بعد مواصلته تقديم عروض متميزة في الدوري الأرجنتيني رفقة فريقه غير المشهور غودي كروز احتل على إثرها وصافة الترتيب قبل نهاية الدوري الأرجنتيني بأربع جولات، متفوقاً بذلك على أعرق الأندية الأرجنتينية من امثال بوكا جونيورز وريفربليت وإنديبندينتي، مؤكداً في الوقت ذاته على قدراته التدريبية الناجحة التي تغاضت عنها الإدارة النصراوية حينما تخلت عن ديسلفا رغم نجاحه في قيادة النصر إلى العودة إلى بطولة آسيا بعد غياب دام 11 عام. فعلى الرغم من أنه لم يحدد مكان معسكر الفريق ولم يختر الأجانب للفريق لكون حضوره جاء بشكل مفاجئ بعد اعتذار الأرجنتيني باوزا عن الاستمرار مع النصر ما حدا بالإدارة التعاقد معه إذ كانت آخر نجاحاته قبل حضوره للنصر فوزه بلقب الدوري الأوروغواني مع فريق ديفينسور سبورتينغ. نجح ديسلفا مع النصر رغم عدم حصوله على بطولة الموسم الماضي إلا أنه استطاع كسر أكثر من عقدة كانت تقف في طريق النصر طوال السنوات الماضية، لعل أبرزها عدم قدرته على هزيمة الهلال في الدوري إذ كان آخر فوز للنصر على الهلال عام 2004م عندما سجل للنصر عبدالرحمن البيشي وإبراهيم ماطر فيما سجل للهلال المحترف الجامبي جاتو سيسي، كما نجح ديسلفا في فك عقدة عدم قدرة النصر على هزيمة الاتحاد في جدة التي استمرت منذ عام 1998م. كما واصل ديسلفا نجاحه مع النصر حين احتل الفريق المركز الثالث في الترتيب النهائي لدوري «زين» الموسم الماضي للمرة الأولى منذ نحو سبع سنوات اذ ودع النصر المركز الثالث منذ عام 2002م وظل يتأرجح في المراكز المتأخرة، وتميز النصر مع ديسلفا بالروح العالية فبات قادراً على قلب مجريات المباراة في دقائق معدودة، كما حدث في مباراة النصر والأهلي في ملعب جدة حين انتهى الشوط الأول بتقدم الأهلي بثلاثة أهداف دون مقابل، وفي الشوط الثاني عاد النصر للمباراة بثلاثة أهداف لتنتهي بالتعادل الإيجابي، وفي كأس الملك وعلى الرغم من كثرة الغيابات التي لحقت بالفريق النصراوي إلا أنه نجح في إعادة الفريق بعد أن تخلف في مباراته مع الهلال في نصف النهائي بأربعة أهداف من دون مقابل. ففي الشوط الثاني كاد النصر أن يعود بعد أن قلص نتيجة المباراة من فارق أربعة أهداف إلى فارق هدف وحيد قبل أن يعود الروماني رادوي ويعزز الفارق قبل النهاية بدقيقة ما صعب مهمة النصر في الإياب، وعلى الرغم من كل هذه النجاحات التي سجلها الأوروغواني ديسلفا في موسمه الأول مع النصر خالفت الإدارة النصراوية توقعات الكثيرين التي كانت تشير إلى إمكانية تمديد عقدة لموسم آخر بناء على المستويات الكبيرة التي قدمها وكافأت نجاحات ديسلفا بالتخلي عنه وإحضار الإيطالي زينغا قبل نهاية الموسم وتحديداً في مباراة كأس الملك أمام الهلال. نجاح ديسلفا مع النصر كان يستحق البقاء موسماً آخر مع الفريق حتى تكون لديه الفرصة الكافية لاختيار اللاعبين الأجانب وتدعيم الفريق باللاعبين المحليين، إلا أن الإدارة فشلت في التعامل مع الموقف وفضلت قدوم الإيطالي زينغا لتدريب الفريق على الرغم من عدم نجاحه في تدريب الفرق مقارنة بديسلفا الذي كان فريقه الأسبق بطلاً للدوري في بلاده قبيل قدومه للنصر، كما كان من المشرفين على ملف منتخب الأوروغواي المشارك في كأس العالم بكوريا واليابان.