بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، قيادة المملكة بالتأكيد على عدة ثوابت نابعة من قلب القائد المحب لوطنه وأبناء شعبه، المتشرب بحكمة الآباء، والمتطلع لوطن مزدهر يحمل شعلته الأجيال المتعلمة الواعية، فاستهل حفظه الله خطابه بالقول: «يطيب لي أن أتحدث معكم من قلب يحمل لكم كل المحبة والإخلاص، متطلعين جميعا لغد واعد مشرق مزدهر». وعزز أيده الله محبته لشعبه في كلماته الصادقة التي استهل بها خطابه التاريخي بقصر اليمامة، ووجهه من قلبه للمواطنين بعد شهر ونصف من بيعته، بالقول: «كل مواطن محل اهتمامي ورعايتي، والمواطنون متساوون في الحقوق والواجبات ولا تمييز». هذه اللغة الفريدة في الخطاب وجزالة المعاني ومستوى الطرح والأفكار والتوجهات تبعث رسالة اطمئنان للشعب والعالم أجمع أن المملكة ماضية إلى خير ومستقبل زاهر ومقومات ذلك حاضرة في وحدة الصف والكلمة والأمن والاستقرار ومواجهة التحديات. سياسة المستقبل حمل الخطاب الأول لخادم الحرمين الشريفين لأبناء شعبه، أهم مضامين سياسته أيده الله للسنوات القادمة، حيث ارتكزت على رؤية للتنمية متوازنة اهدافها ومتنوعة قطاعاتها وتوازنها الاقليمي وتساند القطاعين الحكومي والخاص في حراك تنموي اقتصادي يحقق تنوع مصادر الدخل الوطني من ناحية وزيادة فرص العمل والاستثمار البشري من ناحية اخرى خاصة أن أسعار النفط في انخفاض مع ملاحظة صعوبة التحكم فيها. كما حملت الكلمة الضافية تأكيده حفظه الله على الوحدة الوطنية وأنها تمثل محورا مهما وتعني مسؤولية الجميع في الحفاظ على هذه الوحدة أي مواطن رجلا او امرأة مدنيا او عسكريا مفكرا وعالما او طالب علم، معلما او طبيبا أو مهنيا او اكاديميا، كل مواطن مسؤول عن قوة واستمرارية هذه الوحدة. واشتملت أيضا على التأكيد على تنوع قطاعات التنمية والارتقاء بمستوى الخدمات وخاصة الصحية والتعليمية والاسكان. ووضعت شمولية الكلمة، أمام الجميع مسؤولياتهم، وضرورة المشاركة في استكمال تطوير وتحديث المسيرة الوطنية التنموية التي انطلقت على يد الملك عبدالعزيز. تبقى كلمة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز خريطة طريق لحراك تنموي قادم يستهدف المواطن ويقوم على مواطن المملكة، فكان أبرز ما وضعه أيده الله يشدد على التأكيد على المجلسين الأمني والاقتصادي بالتيسير على المواطنين، وقال حفظه الله: لن أقبل أي تهاون في توفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين. التنمية المؤسسة والمستدامة ويؤكد الملك سلمان حفظه الله على أن: «دولتنا سائرة على خطى النمو بكل ثبات»، مضيفا «وضعت نصب عيني مواصلة العمل على الأسس التي قامت عليها المملكة، وسنسعى نحو التنمية الشاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة». ثم أردف أيده الله مؤكدا على هذه الناحية: ل «تحقيق العدالة لجميع المواطنين، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا منطقة وأخرى»، موضحا: «وجهت وزير الداخلية بالتأكيد على أمراء المناطق بالاستماع إلى المواطنين». الحقوق والواجبات وفي ظل الوحدة الاجتماعية للسعوديين شدد خادم الحرمين الشريفين على أمر هام يجبر الجميع على تحقيق الوحدة الاجتماعية بقوله: «سنتصدى لأسباب الخلاف ودواعي الفرقة، وسنقضي على تصنيف المجتمع بما يضر الوحدة»، وأن «أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات». وتمضي السياسات الاجتماعية للملك سلمان بالنواحي الاجتماعية مشددا على ضرورة إيجاد «حلول عاجلة لتوفير السكن للسعوديين»، وعلى «توفير تعليم تتوافق مخرجاته مع خطط التنمية وسوق العمل»، مؤكدا أن «الوطن ينتظر من رجال الأعمال الكثير، وعليهم المبادرة في مجالات التوظيف». كما أكد خادم الحرمين الشريفين أن المخرجات التعليمية التي نريدها هي البناء فيما يتوافق مع خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية من بناء المدن والمصانع وتعميرها وبناء المساكن وتعمير الأسر وإنتاج الأطفال والانتقال نحو دولة صناعية متعددة مصادر الدخل. اقتصاد قوي ومتنوع وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين في موقع آخر من شق خطابه الاقتصادي حيث قال حفظه الله: إن المملكة ستسعى «لبناء اقتصاد قوي تتعدد فيه مصادر الدخل»، مشددا على بناء اقتصاد قوي قائم على أسس متينة، تتعدد فيه مصادر الدخل، وهذا لن يتأتى دون وزارات قوية قادرة على محاسبة مخالفي توجهات الدولة وسياسات خادم الحرمين الشريفين الهادفة إلى بناء دولة ذات اقتصاد متين. القضاء على الفساد وتحدث الملك بحزم عن القضاء على الفساد، واستئصال ومحاسبة المفسدين في توجه حاسم، مشددا على القضاء على الفساد وحفظ المال ومحاسبة المقصرين فقال «فمن هنا يعاد بناء قوة الدولة، ونحن في السعودية ولله الحمد وبوجود أمن قوي على مدى العهود لم ولن نصل إلى 10% مما حصل ببلدان أخرى». وربط خادم الحرمين الشريفين بين القضاء على الفساد واستئصال المفسدين بالأمن، حين قال إن «الأمن مسؤولية الجميع، ولن نسمح بالعبث بأمننا». مضيفا إن الأمن نعمة عظيمة، وهو الأساس في رخاء الشعوب واستقرارها.