شددت أخصائيتان على ضرورة تقبل ذوي الاحتياجات الخاصة والتعايش معهم بأريحية باعتبارهم أشخاصا عاديين مع مراعاة وضعهم واحتياجاتهم، مؤكدتين على عدم وجود أشخاص معاقين بقدر ما يوجد مجتمع معيق أو بيئة معيقة. وطالبت بشرى المحروس والفنانة التشيكلية عبير البشراوي خلال ندوة بعنوان «العمل التطوعي وذوو الاحتياجات الخاصة»، ضمن فعاليات مهرجان التطوع الخامس الذي تنظمه لجنة التنمية الاجتماعية بسنابس، بزرع الثقة في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة، بمحاولة البحث عن مهاراتهم وقدراتهم واكتشافها وتنميتها وتشجيعهم عليها حتى يحقق الإنجازات التي من شأنها أن تجعل منهم أشخاص فاعلون في المجتمع بما يحقق له الرضا عن نفسه. وذكرت الأخصائية النفسية بشرى المحروس أن الدوافع الشخصية وراء الانخراط في العمل التطوعي تتمثل في تطوير الذات من خلال زيادة الخبرة والمعرفة والمهارات وتطوير مجال التخصص، وحب العمل التطوعي «حب العطاء، حب الخير، العمل الإنساني، اخذ دور فعال في المجتمع»، فضلا عن التفاعل الاجتماعي وتكوين أصدقاء جدد، وقضاء وقت الفراغ بالتسلية والمشاركة بالأنشطة والفعاليات، بالإضافة لزيادة الثقة بالنفس، وقتل أوقات الفراغ والقضاء على الملل الذي قد يؤدي للأعراض النفسية السلبية. ورأت أن مراكز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة تتحمل دورا كبيرا في تثقيف الأسرة بأساليب التعامل الصحيحة مع كل حالة من حالات الإعاقة، كما أنه لا بد أن يكون لوسائل الإعلام دور في رفع مستوى النضج لأفراد المجتمع في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة معاملة لائقة ومهذبة وعدم التعرض لهم بالسخرية والاستهزاء، مشددة على أهمية تحويل ذوي الاحتياجات الخاصة إلى عناصر فاعلة عبر مشاركة الأصحاء في الدراسة والنوادي ومجالات العمل الممكنة وذلك بهدف تعويد المجتمع التعامل معهم وتقبلهم. وأكدت الفنانة التشيكلية عبير البشراوي أن شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة تتمتع بقدرات كامنة وطاقات إبداعية، مطالبة بضرورة تقديم الدعم اللوجستي لذوي الاحتياجات خلال تقديم الأنشطة الاجتماعية المختلفة بشكل أو بآخر، داعية إلى كسر حاجز الجمود والانطلاق نحو الهدف التطوعي المنشود بغية تحقيقه وخلق بيئة يتعايش فيها الكل دونما أي تمييز.