أكد محافظ الأنبار صهيب الراوي في حوار ل«عكاظ» أن طروحات التقسيم ليست الخيار الاستراتيجي للعراق، مشيرا إلى أن نقل الصلاحيات من الحكومة المركزية إلى المحافظات من شأنه إعادة الاستقرار للمحافظة وتحريرها. ورفض الراوي طروحات تقسيم العراق، مبينا أن نقل الصلاحيات للمحافظات وفق الدستور العراقي يمكنها من إعادة الأمن والاستقرار، فضلا عن كونها بديلا عن التقسيم. ونوه الراوي بدور العشائر في محاربة داعش، لافتا إلى أن العشائر في محافظة الأنبار وغيرها من المحافظات هي التي طردت تنظيم القاعدة حين توفرت الإمكانات.. فإلى تفاصيل الحوار: معارك الأنبار مازالت مستمرة والخسائر فادحة من الطرفين.. هل تتوقع جدولا زمنيا لاستعادة الأنبار؟ جدولة التحرير لها عوامل عدة، أهمها نوعية التسليح وموازاته لحجم التحدي وخاصة لمتطوعي العشائر، الذين أثبتوا الدور الفعال في الهجوم والسيطرة على الأرض بحكم معرفتهم بجغرافية المحافظة. تحرير الأنبار هو خيار استراتيجي لا بد منه للجميع من حكومة محلية ومركزية وعشائر وقوات مشتركة، ربما لا نستطيع أن نعطي موعدا محددا ولكننا نقول إن ذلك بات قريبا جدا، وأصبح واقعا يعيشه أهالي المناطق المحررة. تفيد معلومات أن الجيش والحشد يتفاوضون مع داعش لإخلاء بعض المناطق من المدنيين ما صحة ذلك؟ لا صحة لذلك، ولا وجود لأي تفاوض مع الإرهاب الأعمى المتطرف، هذا الإرهاب الذي بات آلة قتل يومية للمدنيين، الذين منعوا من النزوح من مدنهم لاتخاذهم دروعاً بشرية من قبل داعش وأذنابهم. ماهي أبرز مشكلات النازحين وكم يبلغ عددهم؟ عدد نازحي محافظ الأنبار تجاوز نصف مليون نازح، مع حوالي النصف من هذا العدد أو يزيد لا زالوا في الأنبار بين المناطق الآمنة والمناطق التي لازالت ضمن سيطرة داعش. أما مشاكل النازحين ومعاناتهم كبيرة وكثيرة، تبدأ من عدم توفر السكن الآمن والمستقر، ثم عدم توفر الخدمات الأساسية من كهرباء وصحة وغذاء، ومما سبب إرباكا في الملف الإنساني الذي تقدمه المحافظة للنازحين هو عدم إطلاق الموازنة، والتي لم نستلم منها سوى 16 % ونحن الآن في الربع الأخير من العام 2015، ولازالت جهودنا مستمرة في عون النازحين وإغاثتهم أينما حلت رحالهم، ضمن الإمكانيات المتاحة. اعتبرت أن الأقاليم خيار جيد للعراق، هل تتوقع أن تتمكن الأنبار من حماية نفسها من داعش .. وهل تضمنون التفاف العشائر حول فكرة الأقاليم ؟ الحقوق التي ضمنها الدستور لازالت خيارا استراتيجيا ومطلبا جماهيريا لجميع المحافظات وليس الأنبار وحسب، ما نحن في صدده الآن هو نقل الصلاحيات لضمان صلاحيات أكبر في إعادة الاستقرار للمحافظة وتحريرها. والجميع يذكر دور أبناء العشائر في طرد القاعدة من العراق وليس الأنبار وحسب، وتكبيدها الخسائر الفادحة، حينما توفرت لها الإمكانات اللازمة لذلك. البعض يرى أن الأقاليم إضعاف للعراق ومشروع تقسيم؟ نقل الصلاحيات للحكومات المحلية ضمن خطة مركزية هو حالة صحية تعيشها دول متقدمة، نحن ضد تقسيم العراق ومع دور أكبر للحكومات المحلية في إدارة الملف ضمن الإمكانيات المتاحة طبيعيا واستثماريا للمحافظات. من المسؤول عن سقوط الأنبار بهذه السهولة بيد داعش؟ تم توجيه كتاب إلى دولة رئيس الوزراء، يوم 18/5 وهو اليوم الذي تلا سقوط الرمادي، حول بيان ملابسات الانسحاب غير المبرر، مع ضرورة تشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة المقصرين ومحاسبتهم، وكان هناك استجابة فورية من دولة رئيس الوزراء، ونتائج التحقيقات هي التي ستحسم المتسبب في ذلك. هل ترى دور العشائر في محاربة داعش كما ينبغي أن يكون؟ للعشائر دور كبير وفعال في القتال ومسك الأرض، والعشائر اليوم لها ثأر تأخذه من هذه العصابات الإرهابية التي قتلت أبناءها وهجرت عوائلها، ومعرفة العوائل بالأرض جعلت من تقدمهم يأخذ جانباً نوعيا. ولذا طالبنا ولا زلنا بتدريب وتسليح يوازي حجم التحدي لمقاتلي العشائر، إضافة إلى ضربات جوية مدروسة من قبل التحالف الدولي وقيادة العمليات المشتركة لتجمعات داعش، وهو ما لمسناه مؤخراً . تظاهرت الأنبار ضد سياسة المالكي سابقا .. فهل هم الآن راضون عن سياسة حيدر العبادي؟ السياسة التي تنتهجها حكومة دولة رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، في الإصلاحات والقضاء على الفساد هي ذات السياسة التي تنتهجها المحافظة اليوم، ولمسنا تعاونا كبيرا ودعما عاليا من السيد العبادي، في فتح أفق تعاون دولي لإعادة الاستقرار في المحافظة وإعمارها، ودعما لمشاريع الحكومة المحلية ولاسيما ملف تطويع أبناء العشائر وتدريبهم الذي تديره المحافظة اليوم. وصدر أمر ديواني لنا مؤخراً، بإدارة أكثر من عشرين وزارة، من خلال المقر المسيطر للمحافظة، وستمثل فيه الوزارات بأعضاء لا يقل تمثيلهم عن مدير عام، وهي مهام كبيرة ستنعكس بشكل إيجابي على الملفات الرئيسية في المحافظة.