تمنيت لو أن كل المدرسين يعلمون أن العام الدراسي 154 يوما وأن الإجازات 211 يوما. أما وزارة التعليم فلا بد أنها اطلعت على مقال الأستاذ فهد عامر الأحمدي بجريدة «الرياض» الأحد 8 ذو القعدة 1436ه الذي أكد ووثق هذه المسألة الخطيرة.. والقديمة في آن واحد.. فمنذ عشرين سنة كان أحد وكلاء وزارة المعارف قبل أن تتحول إلى وزارة التربية والتعليم كان يحتج على كثرة الإجازات المدرسية بحيث إن الدراسة الفعلية لا تزيد على ثلث العام وبقية الثلثين إجازات وبين كل إجازة وإجازة إجازة ، ومنذ عامين ظهرت إجازة جديدة بحجة طول الفصل الدراسي.. زد على ذلك اختصار المناهج.. وتقسيم مواد الدراسة بحيث يختبر الطلاب في نصف الكتاب ثم يختبرون آخر العام في النصف الثاني، ويكونون قد نسوا النصف الأول. وجاءت ظاهرة ثالثة الأثافي وهي تفوق البنات على البنين.. بسبب انشغال الأبناء بأخبار الدوري ومتابعة مباريات الكرة. وفي أيامنا كنا ندرس ست ساعات وربما سبع ساعات يوميا.. وأما الإجازة فهي يوم الجمعة فقط.. لذلك تجد خريج مدارس الفلاح على أيامنا كمثال يفتح حلقة في الحرم المكي يدرس فيها. إني أرفع إلى معالي وزير التعليم قضية كثرة الإجازات واختصار المنهج الدراسي بهدف التيسير على الأبناء.. واختصار الحصص الدراسية في كل يوم دراسي.. أما إذا كان المدرس فاشلا في تدريسه.. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال الأستاذ الأحمدي: «هذا يعني أن طلابنا سيدرسون في كلا الفصلين 22 أسبوعا فقط (وهو ما يساوي 154 يوما دراسيا من 365 يوما في العام).. وفي المقابل تملك اليابان 243 يوما دراسيا في العام.. والصين 241 يوم دراسيا.. وكوريا الجنوبية 220 يوما.. وألمانيا وروسيا 210 أيام.. وسويسرا 207 أيام.. وهولندا وأسكتلندا وتايلند 200 يوم في العام!! ومن خلال هذه المقارنات يتضح أن الطلبة في السعودية ينعمون بإجازات أكثر من فترات الدراسة وأن العام الدراسي رسميا هو الأقل بين دول العالم (154 يوما فقط) وأن عامها الدراسي يتقلص ضمنيا لأدنى من 126 يوما بسبب عادة الغياب المتأصلة قبل الامتحانات وبداية كل فصل دراسي (وهو ما يجعل تعليمنا معطل فعليا وواقعيا ثلثي أي سنة دراسية)! إنني أضم صوتي إلى صوت الكاتب الأحمدي، وأتمنى أن تجد وزارة التعليم حلا لهذه المعضلة. السطر الأخير: كان من بين أسرى بدر من ليس عنده مال يفتدي نفسه به من الأسر فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفتدوا أنفسهم بأن يعلم كل واحد منهم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة.