من يظن أن دحر إيران من (الأراضي العربية) سيتم بلا ثمن فهو مخطئ، ليس لأن ذلك ضد منطق الأشياء، بل لأن إيران وأذرعها العربية الخائنة، لا سيما حزب الله، يريدون سفك مزيد من الدماء ليشتعل البارود الذي يتحينونه لإحراق المنطقة. شهداء الخليج، من السعودية والإمارات والبحرين، يسجلون الآن، وكل يوم، موقفا عربيا شديد الوضوح بأننا، حتى لو تطلب ذلك مزيدا من الأرواح، لن نترك أي أرض عربية لقمة سائغة في فم إيران وأزلامها. ربما نكون غفلنا، أو تغافلنا، في العقد الأخير لكننا نعود بقوة لنعلن وجودنا وحقوقنا الجغرافية الثابتة. وندحر، بكل ما أوتينا من القوة السياسية والعسكرية، الأفعى الإيرانية التي تنفث سمومها في كل ركن خليجي وعربي. وليس، بالمناسبة، هناك خيار أمام دولنا وشعوبنا غير خيار الحزم والمواجهة، خاصة أن الإيرانيين يواصلون تذاكيهم الإعلامي حين يقولون شيئا ويفعلون ما هو ضده تماما كما حدث في الكويت العزيزة التي دفن حزب الله والإيرانيون ترسانة سلاح تحت أراضيها. التذاكي الإيراني، الذي لا يزال يراهن على تردد دول الخليج وشكوكها، وصل مداه حين وصف مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان (الاتهامات المطروحة) في الكويت ضد بلاده بأنها لا أساس لها بتاتا. وقال «إن المعارضين للعلاقات الطيبة بين البلدين يقفون وراء مثل هذه الإجراءات غير البناءة، وأن ذلك يتم في الوقت الذي لا تفكر فيه طهران سوى بأمن المنطقة والدولة الشقيقة والجارة الكويت». يريد أن يقول إن تحقيقات النيابة الكويتية كاذبة، وإن إيران، رغم أنيابها السامة الواضحة في دول الخليج، لا تفكر في الكويت سوى أنها دولة شقيقة. وقد يريد، أيضا، أن يعزلها عن البحرين واليمن، ما يعني، في نوعية علاقتها المزعومة بإيران، عزلها عن السياق والترابط الخليجي الوثيق. لكن هذا الكلام لم يعد يصدق لا كويتيا ولا خليجيا ولا حتى عربيا. الخليجيون موقنون، بعد ما حصل في سوريا واليمن وما حصل في الأحداث الأخيرة في البحرينوالكويت، بأن إيران لديها أجندة في دول الخليج تستخدم فيها، ما أمكنها ذلك، الطيف الشيعي في هذه الدول. وهي لن تتراجع عن هذه الأجندة إلا إذا قيض لها في المستقبل قادة يريدون بحق حسن الجوار وتبادل المصالح مع الدول الخليجية. وهو ما يبدو أنه لن يحدث إلا بمعجزة نتيجة لنفوذ أنصار مبدأ تصدير الثورة الذي أكد عليه خامنئي علنا بعد توقيع الاتفاق النووي مع الغرب.