النائب الشيعي في مجلس الأمة الكويتي، عبدالحميد دشتي، حقق شهرة واسعة، ليس لأنه يقف مع أهله في الخليج، بل لأنه يقف علنا ضدهم من أجل مصالح طهران وأجندتها في المنطقة. هذا النائب، الذي يمثل خطرا متحركا على الكويت وعلى الخليج ككل، هاجم من قبل هو ونواب شيعة آخرون تدخل قوات درع الجزيرة في البحرين لمواجهة التحريض الإيراني ضد أمنها. وعارض توقيع الكويت على الاتفاقية الأمنية بين دول مجلس التعاون. وأساء إلى المملكة والبحرين إساءات بالغة يحاكم عليها الآن.. وأخيرا يريد أن يستجوب وزير الخارجية الكويتي عن مشاركة بلاده في «عاصفة الحزم» التي يعترض عليها جملة وتفصيلا. طبعا السيد، أو غير السيد، دشتي يتحجج بحقه البرلماني وحقه كمواطن في ممارسة حريته فيما يعتقد أو يقول أو يرتكب من التصرفات. وهذه، من وجهة نظري، خصوصا في موضوع إيران والخليج، حجة ساقطة وتقية كبرى لا يجيدها إلا هو ومن يريدون تقديم وتعظيم مصالح طهران على حساب بلدانهم وأنظمتهم ومواطنيهم. لا يستطيع خليجي واحد (وطني) أن يفهم دفاعاته العلنية المستميتة عن إيران سوى كونها تسجيلا لحضوره الشخصي والسياسي الكامل في قلب المطامع الإيرانية التي لم تعد تخفى على أحد في الخليج والدول العربية قاطبة. ولولا قيام «عاصفة الحزم» التي أزعجت دشتي، والتنبه العربي الإسلامي المتضامن في هذه الحرب، لعبرت إيران كل البوابات العربية دون استثناء. لذلك، على الكويت، وعلى جميع دول الخليج، أن تحذر من أمثال عبدالحميد دشتي، الذين يستثمرون الحريات البرلمانية والإعلامية ليمكنوا الإيرانيين من بلدانهم. وعلينا دائما أن نتذكر بأن ما أوقع كثيرا من الدول العربية، وأولها لبنان، في الفخ الإيراني وفخاخ الحروب الأهلية بشكل عام هو ترك الحبل على الغارب لبعض المواقف والأصوات؛ بحجة أنها تمارس حقها في التعبير والحراك السياسي المشروع. حق التعبير وحق الحراك السياسي الذي أفهمه ويفهمه كل إنسان، هو ذلك الحق الذي تنتفي فيه بتاتا موالاة دولة تعادي وطني وتناوئ المنظومة السياسية التي ينتمي إليها. وإيران على لسان قادتها ومسؤوليها السياسيين تعلن احتلالها أربع عواصم عربية هي صنعاء ودمشق وبغداد وبيروت كما قال النائب عن مدينة طهران في البرلمان الإيراني علي رضا زاكاني. وأن عاصمتها حاليا هي بغداد كما قال علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني. وأنه لم يبق إلا فترة وجيزة لفتح مكة والمدينة كما قال بيان جماعة «أنصار حزب الله» في مدينة مشهد مطلع شهر أبريل الماضي. إذا كان دشتي يعلم كل ذلك ويصر على مناصرة إيران علنا ويتواقح على القرارات الخليجية الاستراتيجية، فما عساه يكون.؟! مواطنا كويتيا صالحا أم عدوا بينا ينخر سوسه في عظام لحمة ومستقبل الخليج.؟! والأهم هو كيف سيتم التصرف معه ومع ما يمثله من خطورة بالغة على المصلحة الكويتية الوطنية والمصلحة الخليجية العليا؟! ليس القرار بيدي. ما أجيده هو التحذير، ثم التحذير، من ترك مثل هذه الأصوات تلعب بالنار وتهدد مصائر دول وشعوب المنطقة. [email protected]