تترقب أندية دوري المحترفين السعودي الفترة المقبلة استئناف المسابقة بكثير من التفاؤل، إذ تستجمع قواها مجددا للركض في ميدان السباق على اللقب بعد فراغها من جولتين، افتقدت فيها لكثير من الأسلحة التي يعول عليها في المواجهات القوية والحاسمة، وينتظر أن تشهد قوائم الفرق تعديلات كاملة بعودة بعض الأسماء إلى ميدان المنافسة من جديد، بعد أن غابت عن الجزء الأول من الموسم لاعتبارات مختلفة وأسباب متعددة، منها ما هو امتداد لأحداث في الموسم الماضي ومنها ما استجد منذ بداية الموسم، وربما تسهم هذه الأسماء في تغيير قواعد اللعبة وتهز ثبات الترتيب فيما تبقى من الجولات، خاصة إذا ما علمنا أن عددا كبيرا منهم كان رقما ثابتا في حسابات المدربين الموسم الماضي وينتظر أن تكون لهم بصمة بعد عودتهم انطلاقا من قيمتهم الفنية وتأثيرهم على المجموعة بشكل كامل. يعول النصر تحديدا على عودة مجموعة من عناصره التي تركت فراغا كبيرا في الفريق، وأصابته في العمق خلال المواجهات التي خاضها قبل التوقف، ورغم الحديث عن أن دكة فارس نجد هي الأقوى والأغلى في سوق الانتقالات، إلا أنها صدمت جماهير الفريق في عدم قدرتها عن سد العجز الذي تركته بعض الأسماء، ربما لتراجع مستوى بعضهم أو لفارق الإمكانات بينهم وبين اللاعبين الأساسيين، والغيابات التي عاناها النصر قبل التوقف كانت تتمثل في افتقاده للقائد حسين عبدالغني الموقوف انضباطيا، والحارس المصاب عبدالله العنزي وضابط إيقاع وسط الفريق إبراهيم غالب الذي يتأهب للعودة بعد فراغه من الرباط الصليبي، وشكل الثلاثي علامة فارقة في الفريق وكانوا يمثلونه بنسبة أساسية وبنسبة 98 % قبل غيابهم، ولم يكن مستوى البدلاء في ذات المستوى الذي يأمله محبو النصر إذ ترك غيابهم فراغا واضحا، ويفتقد النصر أيضا الثلاثي الاحتياطي حسن الراهب ومحمد عيد الموقوفين انضباطيا قبل التوقف والمصاب أحمد الفريدي، وكانوا أنجح الأوراق الرابحة للقائمة الأساسية ما يعني أن عودتهم قد تشكل قوة للفريق الذي فشل مدربه في التعاطي مع الظروف التي واجهته في مباريات الدوري والسوبر. لا يختلف الحال في الهلال عن النصر في كم الغيابات، لكن مدربه دونيس نجح في التأكيد على أن دكة بدلائه هي الأقدر على سد النقص، وتشكيل فريق قوي ينافس الفريق الأول، وافتقد الأزرق بداية الموسم وحتى الفترة الماضية لمجموعة من الأسماء التي كانت أساسية في خارط الفريق قبل تعرضها للإصابة والإيقاف، وهم سالم الدوسري وناصر الشمراني الموقوفين انضباطيا، والقائد ياسر القحطاني وزميله عبدالله عطيف المصابين بقطع في الرباط الصليبي، كما غاب عنه اللاعب الاحتياطي عبدالمجيد السواط نتيجة تعرضه للإصابة مطلع الموسم. وعاد الأزرق إلى وهجه وتألقه بعد أن نجح مدربه في استثمار الأسماء الجديدة التي انتدبها دونيس من الدكة، والصفقات التي وقعتها الإدارة مع النادي، فأبرز دونيس أسماء بديلة من دكة الأزرق بينها خالد الكعبي ومحمد البريك وعبدالله الشامخ وفيصل دوريش وانتهاء بالمدافع محمد جحفلي، حيث خلق توليفة داعم للفريق الأساسي قد تجعله في حيرة مع عودة النجوم المصابين والموقوفين، وقال في حديث له عن نهجه في التعاطي مع هذه الظروف «لا أنظر للغيابات فأنا لا أعتمد على لاعبين محددين في مباريات معينة، لأنني أعمل مع المجموعة كاملة وليس عددا من اللاعبين فقط». كما هو حال الهلال بدا الأهلي واثقا رغم افتقاده لثلاثة عناصر مهمة نتيجة الإصابة، تقدمها نجما خط الدفاع منصور الحربي ومعتز هوساوي حيث كانا علامة فارقة في هذا الخط، وساهما في تحقيق لقب كأس ولي العهد الموسم الماضي وانتزاع وصافة الدوري، فيما ظل ياسر الفهمي رقما مهما على الدكة لولا حظه العاثر مع الإصابات المؤثرة على مسيرته في الملاعب، وتعامل جروس على تخطي هذه الظروف ونجح في وجود أسماء جيدة عوضت الغياب في مقدمتها النجم اللامع محمد عبدالشافي الذي احتفظ بالخانة، حتى شاع الحديث عن رغبة المدرب الإبقاء عليه في الخانة الأساسية ولو على حساب رحيل الحربي، أما معتز هوساوي فعاد إلى الإصابة من جديدة بعد أن عاد لفترة وجيزة مطلع الموسم وتعد عودته أمرا مهما بعد التوقف حيث يعول عليه في أن يكون صمام الأمان إلى جانب أسامة هوساوي الذي افتقده كثيرا. وبين الأربعة الكبار يظل الاتحاد الأقل تضررا من الغيابات لكنه سيكون في حال أفضل بحسب المتوقع في حال عاد إليه حارسه اللامع فواز القرني الذي أصيب بقطع في الرباط الصليبي الموسم الماضي، ورغم أن الإدارة وقعت مع عساف القرني لحماية عرين النمور لكنها تثق في أن فواز سيعمل على تشكيل إضافة لامعة للفريق، كما سيستفيد من عودة قائده محمد نور بعد أن أنهى مشكلة تجديد عقده مع إدارة النادي إلى جانب عودة المدافع الصلب والقائد الثاني للنمور أسامة المولد بعد انتهاء عقوبة الايقاف التي استمرت عامين، وما من شك في أن عودته إلى عرين الاتحاد لها وقع خاص على محبي النادي الذين يرون فيه مواصفات المدافع الصلب بوجود بعض الأسماء الشابة التي يتوقع أن تدعم حضور الفريق، خاصة أنه حاليا انتدب أسماء جديدة لتعزيز موقعه في الصدارة إلى جوار الهلال والشباب اللذين حصدا العلامة الكاملة، ويتفاءل الاتحاديون بعودة الخبرة إلى الفريق بوجود القائدين اللذين شكلا مع النادي الغربي ثنائيا جلب الكثير من الألقاب والإنجازات.