مع انطلاقة كل موسم رياضي تبدأ الأندية السعودية وخاصة أندية دوري عبداللطيف جميل للمحترفين التحضير للموسم الجديد، والذي تستهله الإدارات برصد ميزانية مالية خاصة بتجهيز الفريق، ثم تدور عجلة التعاقدات والاستقطابات للاعبين سواء أجانب أو محليين إضافة للجهاز الفني، ثم يتم التجمع بمعسكر يسبق انطلاقة الدوري، ودائما ما يتردد سؤال هام جدا، لماذا معظم الأندية تظهر بمستوى متواضع في أول الدوري فنيا ولياقيا فتكثر الإصابات، ويتم تغيير المدرب وأحيانا اللاعبين وخاصة الأجانب، ولنضرب مثلا بنادي الرائد كدليل على ذلك، فقد ظهر الفريق بمستوى فني ولياقي متواضعا جدا جعل الإدارة تبادر لإقالة المدرب الجزائري عبدالقادر عمراني بعد الخسارة من الاتحاد، كذلك بطل الدوري النصر ظهر بمستوي فني باهت فمن مباراتين حصل على نقطتين ومن فرق أحدهما صاعدا للتو هو القادسية، والآخر منافس على الهبوط وهو هجر، وهذا دليل على عدم الإعداد الجيد وعدم اختيار اللاعبين الأجانب الأكفاء، بجانب الإصرار على بقاء المدرب خورخي داسيلفا رغم خسارته لبطولتي كأس الملك والسوبر أمام الهلال. على النقيض من ذلك فقد عاد الهلال والاتحاد والشباب لمستوياتهم الفنية العالية وأبدوا جاهزية عالية أثمرت عن علامة كاملة في بداية الدوري! المشيطي: الضعف طبيعة البداية الناقد الرياضي خالد المشيطي، قال عن هذا الموضوع: هذه طبيعة المسابقات تبدأ ضعيفة تم تتحسن بالتدريج، والضعف هو نتاج البداية الهشة للفرق ذاتها فلا يخفى أنها عادة ما تكون في طور التكوين بعد مرحلة من التخلق لكونها غيرت جلد فريقها باستبعاد لاعبين وإحلال آخرين مكانهم، وتحتاج وقتا للتصلب فإذا ما تآلفت المجموعة تحسنت الفرق وبالتالي تحسن الدوري وهذا سر تعثر الفرق القوية في البدايات كما هو مألوف. الزهراني: المتعة قادمة اللاعب الدولي السابق سعد الزهراني فسر الأمر بقوله: لا علاقة للتوقيت بارتفاع أو انخفاض مستوى مسابقة بعينها فلا رابط بين الاثنين، توقيت انطلاقة الدوري مناسب جدا، فهو أفضل من أي وقت مضى، استشرف مستقبل الدوري فأرى انه سيمتعنا، وأستند في رأيي على التحسن الذي حدث لفرق كالهلال مثلا، فالمنافسة ستشتد وسنرى متعة مشوبة بحرارة التنافس القوي، ليس ضعفا ولكنها البدايات بعد إجازه طويله تخللها شهر رمضان والذي عادة تختل فيه الساعة البيولوجيه للجسم وتتغير مواعيد الأكل والنوم، حاولت بعدها أغلب الأندية تدارك الوضع بالمعسكرات الخارجية. أضف إلى ذلك، أن غالبية الفرق لديها انتدابات كثيرة وهذا يعني أنها بحاجة لمزيد من الوقت لخلق الانسجام بين عناصرها، أيضا حرارة الأجواء في غالب المدن تؤثر بلا شك على أداء اللاعبين وسيرتفع المستوى تدريجيا مع المباريات وبعد الدخول في المنافسات أكثر، وبعد أن يتعرف اللاعبون على أفكار مدربيهم أكثر والعكس أيضا مع وقوف المدربين على إمكانات اللاعبين وتوظيفها للأداء الأنسب ان سمحت إدارات الأندية ومنحت المدربين بعض الوقت قبل التغيير. الخنين: هناك 6 أسباب وكيل اعمال اللاعبين عبدالرحمن الخنين قال: في جميع المسابقات على مستوى كل الدول عادة ما تكون بداية الموسم ضعيفة، وذلك لعدة أسباب، منها: سوء الإعداد تأخر الإعداد قلة الانسجام عدم خوض عدد كاف من المباريات الوديه القوية عدم تأقلم اللاعبين الأجانب عدم معرفة المدربين الجدد بمستوى الدوري. ولذلك ظهر الفريق الهلالي في بدايه الدوري بشكل جيد نظرا لإعداده الجيد ولعبه مباريات قوية وتكامل عناصره، ولكن بطبيعة الحال الدوري سوف يرتفع مستواه بمرور الأسابيع. السويلم: العوامل عديدة اللاعب الدولي السابق والمحلل الرياضي محمد السويلم يعزو الأمر من وجهة نظره لعدة أمور يقول بأنها تتمثل في: التوقيت وتداخل مسابقة كأس ولي العهد والتعاقدات الكثيرة لبعض الأندية، وقصر فترة الإعداد لأغلب الأندية، وعدم اكتمال أدوات المعسكر الناجح ومنها تأخر المدربين عن بداية المعسكر وعدم لعب مباريات متدرجة للوقوف على الجاهزية الفنية والبدنية من أجل وضع الهوية والأسلوب المناسب لإمكانات اللاعبين، باختصار غياب الرؤية والأهداف لأغلب الأندية يعطيك مؤشرا بأن هذه البداية متوقعة ومستمرة إلى ما بعد فترة التوقف. الخالد: البدايات هكذا المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد قال هو الآخر: طبيعي جدا أن تكون البدايات فيها حذر خاصة بعد الانقطاع الطويل عن المباريات وعدم الجاهزية الفنية والذهنية وتغيير المدربين وانضمام لاعبين جدد وغياب الانسجام، فكل هذه عوامل مؤثرة إضافة لظروف قد تحدث تكون خارجة عن الإرادة مثل الإصابات التي تكون خطرة دائما في البداية وهي بسبب سوء الإعداد اللياقي بطبيعة الحال.! القروني: التجهيز ليس بالسهل المدرب الوطني خالد القروني اختتم جملة الآراء بالقول: تجهيز الفريق لموسم جديد أمر ليس بالسهل أبدا، لذا لابد أن يصاحبه بعض الأخطاء، هناك عوامل مؤثرة جدا تتعلق بسوء الاختيار بالنسبة للمدرب وللاعبين الأجانب، ومع بداية الدوري تظهر كما نقول (الطبخة) التدريبية التي تم العمل عليها طوال المعسكر الذي سبق الدوري والذي قد يصاحبه عدم انضباط والتزام، ولكن مع انطلاق الدوري وانقضاء عدة جولات يرتفع المستوى للفرق بشكل عام وتحتدم المنافسة وتظهر متعة الدوري، وعلى فكرة ضعف المستوى الفني لا يعرف فريقا صغيرا أو كبيرا وحتى من لديه إمكاناات، وقلت لك في البداية أن تجهيز الفريق صعب، أيضا بعض الأندية تغير 80 % من لاعبيها فيصبح الانسجام صعبا ويحتاج عدة مباريات، كذلك تداخل المسابقات له علاقة، فأنت تلعب كأس ولي العهد ثم تلعب الدوي وهذا يؤثر بالطبع، عموما أتمنى لكل فرقنا التوفيق ونشاهد موسما جميلا.