أمانة مدينة جدة لم تر الحديقة التي تقع عيناها على الحديقة الترابية الواقعة أمام مبناها مباشرة، ولذلك لم تر ما آل إليه وضعها من مقاعد مهشمة وألعاب محطمة لا يمكن أن تخطئها عين من يسلك الطريق، غير أن عيني الأمانة وأذنيها وبقية حواسها الخمس وقعت مجتمعة على مقطع الفيديو الذي وضعه أحد المواطنين وكشف فيه وضع تلك الحديقة، ولذلك سارعت الأمانة لصيانتها فأصلحت ألعابها وجددت مقاعدها وأعادتها كما كانت قد أسستها من قبل حديقة تسر الناظرين. تجربة الحديقة التي تقع مقابل الأمانة والتي لم ترها عيون الأمانة ورأت تسجيلا لوضعها تجعلنا نتمنى على الأمانة أن تحول فرق المراقبة والصيانة التابعة لها أن تتوقف عن أن تجوب الشوارع وتكتفي بمراقبة ما ينشر في مواقع التواصل عن أداء الأمانة، كما تجعلنا نطالب المواطنين جميعا وكذلك المقيمين أن يعتمدوا مواقع التواصل لإشعار الأمانة بما ينبغي عليها أن تقوم به وأن لا يلوموا الأمانة في أي تقصير إذا لم ينبهوها عليه، فالأمانة ترى مواقع التواصل ولا تستطيع أن ترى الحديقة الواقعة أمام مبناها، فضلا عن أن ترى بقية الحدائق المتناثرة في أنحاء جدة والحفر الموزعة على شوارعها والمستنقعات الراكدة في أحيائها. تجربة الحديقة التي تقع أمام الأمانة تؤكد أن بعض أعمال الدوائر الحكومية ومنها الأمانة لا يمكن إنجازها إلا خوفا من الفضيحة ومداراة لها، ولذلك تسارع عند تداول مواقع التواصل الاجتماعي في معالجة ما تم نشره قبل أن يصل خبره لمن لا يرحمهم إن هم فرطوا في واجباتهم التي عليهم أن يقوموا بها.