رغم اتساع محافظة أبو عريش التي أصبح يتبعها أكثر من 163 قرية تضم 180 ألف نسمة، إلا أن المسطحات الخضراء لا تتناسب لا مع واقع مساحة المحافظة ولا البعد السكاني، الأمر الذي يفقد الأهالي أبسط حقوقهم في وسائل ترفيه مناسبة. لكن الملفت للنظر أنه حتى تلك المسطحات الموجودة التي وفرتها البلدية، ينظر لها الأهالي على استحياء ولا يعرفون ما إذا كانت على هذه الشاكلة يطلق عليها وصف مسطحات خضراء أم أنها مجرد أراض صغيرة جدباء تعاني الإهمال، فيما ألعابها محطمة جراء عدم الصيانة، بل بعضها أصبح يمثل خطرا حقيقيا خوفا من سقوط تلك الألعاب على رأس أي طفل بريء، وأضحى الحال أكثر خطورة نتيجة لانتشار المكروبات والجراثيم والبعوض بسبب سوء تصريف المياه في كثير منها. ويشرح عبدالله بصيلي حال الحدائق الموجودة وهي ثلاث صغيرة «لا تتوفر فيها وسائل السلامة وتعاني إهمالا كبيرا لا يسر، فمعظم لعب الأطفال (مهشمة) ولا يستطيعون استخدامها، وجميع (المراجيح) يتم ربطها يدويا بعد أن تقطعت حبالها وتكسرت سلاسلها»، مشيرا إلى أنه لا يعرف حتى الآن دور الصيانة في البلدية، خاصة أن إجازة نهاية العام على الأبواب، مطالبا بلدية أبو عريش بزيادة رقعة المسطحات الخضراء داخل المحافظة والقرى المجاورة، وإعادة إحياء حديقة استراحة الأمير محمد بن ناصر التي أضحت (جدباء قاحلة) جراء عدم الصيانة، مع أن موقعها رائع جدا وتقصدها العديد من الأسر. ووصل عبدالله سهل إلى حال الاستياء من الوضع الراهن، مبينا أنه «لا تتعب نفسك في البحث عن حديقة عامة في أبو عريش، فقد وصل الحال في حديقة الخزان أنها أصبحت بؤرة خطيرة لتوالد البعوض والميكروبات وتمثل خطرا حقيقيا على الأطفال، ونشاهد المستنقعات الضحلة تملأ الحديقة نتيجة سوء تصريف مياه الري»، مناشدا البلدية سرعة تدارك الأمر. واشتكى محمد باجعفر من تحطم المراجيح وبقية الألعاب في الحدائق، وقال إن بعض تلك الألعاب تشكل خطرا كبيرا على الأطفال بعد أن لجأ البعض منهم إلى ربطها بطريقة بدائية معرضين أنفسهم لخطر السقوط والإعاقة، متمنيا من المسؤولين في البلدية القيام بجولة على الحدائق الحالية ومعاينتها بأنفسهم والوقوف على مدى خطورتها والعمل على استبدالها أو إصلاحها وكذلك متابعتها بشكل دوري. ويؤكد حمدان عشرة أن حدائق أبوعريش غير آمنة لقضاء أوقات سعيدة، ناهيك عن افتقداها لأبسط وسائل الراحة فلا توجد بها دورات مياه ولا مقاعد كافية، مناشدا المعنيين بتوفيرها ولو برسوم، مشيرا إلى أن المؤلم في الأمر يتمثل في بكاء الأطفال أمام المراجيح المتحطمة والمهملة نتيجة عدم وجود حراس لهذه الحدائق، وكذلك عدم تسويرها الأمر ناهيك عن تداخل الشباب مع العائلات وكذلك عبث الشباب بلعب الأطفال وتحطيمها فضلا عن عدم وجود من يطبق عليهم لائحة جزاءات أو عقوبات نتيجة ذلك. ويعتقد أكرم سوادي أن حدائق أبو عريش لا تصلح للأسر والعوائل نتيجة تواجد الشباب فيها ليل نهار والبعض منهم يقوم بمضايقة الأسر، متمنيا أن يتم تقسيم أيام الأسبوع بين الأسر والشباب أو تستحدث حدائق خاصة بالأسر فقط. ويرى رمزي جعر أن بعض الشباب بكل أسف يلعبون كرة القدم داخل الحدائق العامة متسببين في تحطيم أشجارها وتكسير لعب الأطفال، مفضلا وضع حراس أمن للحدائق أو تسويرها لحمايتها من عبث العابثين. حدائق جديدة بشر رئيس المجلس البلدي بالمحافظة أسعد عبده واصلي الأهالي بشأن الحدائق مؤكدا أن هناك مشروعا لتنظيم الحدائق العامة وآخر لإنشاء 12 حديقة ضمن المخططات السكنية المعتمدة وثالث لإنشاء الميادين والساحات البلدية وآخر مجمع ملاعب رياضية علي الحزام الغربي الذي سلم للمقاول، كما سلم مشروع إنشاء حديقة عامة بمساحة 140 ألف متر مربع بجوار ساحة الاحتفالات (مخطط المنح) إضافة إلى حديقة جنوب المحافظة ستسعد جميع أهالي المحافظة وقراها وستكون متنفسا حقيقيا لجميع الفئات.