صور كثيرة تتزاحم في مخيلة كل من عرف أستاذنا القائد التربوي صالح أحمد بن سالم النجدي يرحمه الله الذي ودعناه إلى مثواه قبل أيام، كان بيننا يرحمه الله نسمة خير ومحبة وصفا بما اشتهر به من جد ومرح، منذ أن كنا طلابا بين يديه في بداية التسعينات، وحتى بعد أن أصبحنا زملاء له فيما بعد، فقد تشكلت في شخصيته الودودة معان تجذبك إليه دائما، التقيته في إحدى المناسبات الاجتماعية قبل وفاته بأيام معدودة باسما متكئا على عصاته ولم أكن أدري بأن تلك اللحظة هي آخر اللحظات التي أصافحه فيها. نتذكر ونحن نودعه جانبا مضيئا من شخصيته النادرة، إذ كان أحد رواد الحركة الرياضية في العلا وفي منطقة المدينةالمنورة وأحد المساهمين عمليا فيها بفكره المتطور في ذلك الوقت، منذ أن كان معلما متخصصا ومتحمسا ومجدا يسعى إلى تطبيق جميع ما تعلمه وتلقاه من فنون التدريس والتدريب في معهد التربية الرياضية بكل مهارة وإتقان وإخلاص وتفان وابتكار، وتحد لكل ظروف وإمكانات تلك السنوات التي لم تكن فيها الامكانات بمثل ماهي عليه الآن. عاش أبو أحمد نموذجا مشعا لجمال الصبر والحزم وحسن التصرف منذ بدء الطابور الصباحي وحتى الانصراف وبعد العصر إذا ما كانت هناك مناسبة مدرسية أو احتفائية تتطلب التحضير والإعداد السليم، وكان لتأسيس نادي العلا نصيب وافر من اهتماماته فكان أول مدرب متطوعا للنادي وإداريا بارزا وعضوا مؤسسا ومشجعا لكافة الأنشطة الرياضية. وعلى الرغم من أن الفقيد لم يكن يحمل مؤهلا علميا جامعيا كما كان يحلو للبعض أن يفاخر بذلك وقتها إلا أن ما أحدثه أبو أحمد في ذلك الوقت من حراك وتنافس رياضي ونشاط متقد مع زميل أردني في إحدي مدارس العلا الابتدائية هو محمد البطاينه سيبقي محل اعتزاز طلاب العلا ومازال الجميع يتحدثون عن ذلك التنافس وعن ذلك الزمن بإعجاب شديد وبشكل ليس فيه أدني مبالغة، هذه هي بعض السمات الطيبة التي تضمنتها شخصية أستاذنا المحبوب فاستحق منا كل الحب والتقدير والاعتزاز. * مشرف النشاط الثقافي بتعليم العلا/ عضو المجلس البلدي سابقا