ودعت محافظة العلا أول من أمس فقيدها الشيخ محمد سعد الحجيري - رحمه الله - إلى مثواه الأخير، والفقيد من أعيان العلا المعروفين، وشغل منصب مدير فرع وزارة الزراعة بالعلا قبل أن يتقاعد، كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية متعددة الأغراض بالعلا منذ صدور قرار وزير الشؤون الاجتماعية بتسجيل الجمعية رسميا تحت رقم 45 وتاريخ 10/4/1390ه حتى وفاته. والراحل أحد مؤسسي نادي العلا الرياضي، كما عمل عضوا في مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالعلا، واختير عضوا للمجلس المحلي بمحافظة العلا في دورته الأولى. وتبنى الفقيد من خلال موقعه في الجمعية التعاونية فكرة إصدار كتاب عن العلا، وقد تمخض عن هذه الفكرة كتاب (هذه هي العلا بين الماضي والحاضر) الذي ألفه الأستاذ أحمد عبدالله عبدالكريم، رحمه الله، وراجعه محمد سعد الحجيري، رحمه الله، وعلق عليه بعد وفاة مؤلفه، وكان الأستاذ أحمد عبدالله عبدالكريم - رحمه الله - قد انتهى من مسودة الكتاب في 13/12/1400ه وتبنت الجمعية طباعته سنة 1414ه ووزعته مجانا. وطبع الفقيد رحمه الله كتاب الأسئلة والأجوابة الفقهية المقرونة من الأدلة الشرعية (قسم العبادات) مع أبواب أخرى على نفقته ووزعه مجانا، وكان مؤلف الكتاب الشيخ عبدالعزيز محمد السلمان - رحمه الله - قد أذن بطباعة الكتاب لمن يريد ذلك، وقد صدر هذا الكتاب عام 1428ه، ثم طبع الحجيري - رحمه الله - كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان على نفقته ووزعه مجانا وكان ذلك عام 1433ه، وكان الفقيد رجلا خيرا اتسم بالصلاح، وقد تبنى الراحل فكرة بناء مسجد من خلال الجمعية التعاونية، وقد تم البدء ببناء هذا المسجد في المدخل الجنوبي للعلا، وخصص ريع أحد المباني الخاصة بالجمعية المجاور للمسجد للصرف عليه والفقيد مؤرخ ملم بتاريخ العلا، واسع العلم والاطلاع والمعرفة، وكان متحدثا بارعا وخطيبا مفوها.