إلى روح شقيقي الدكتور مسفر الدميني، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. لو كان لي «عمر» وأوقات تليق بعمرك الوضاء يا «مسفر»، لكنت وهبتها لفنارك العالي، ليبقى ساهرا ألقا يضم طفولة الأشياء والأسماء بين يديه، نهرا سرمدي الروح، في وهج المدائن والقرى، وذهبت قبلك في الطريق إلى النهايات البعيدة. لو أن لي قلبا كقلبك حين يحتضن الصغار بلهفة العشاق والشعراء، يطفئ ما يخبئه الكبار من الجهامة في الحوار، بفيض بسمته الودودة، كابتسام الماء للظمآن في الصحراء، كنت منحته للهاث قلبك قبل أن يخبو على سرر «العنايات» العديدة. لو كانت الذكرى سترفق بي لأدخل متنها السحري، مبتدئا بأول رعشة للحرف، فوق جبال «محضرة» التي نهوى، ومنتهيا بآخر قبلة في «الموت» كنت نقشت أشعاري على الرمل الذي واراك، والدمع الذي سقاك من «برلين» حتى غرفة «الإنعاش» في قلب الرياض، مدينة الأحباب، نخلتنا المديدة. لو أن لي «وجه» يشع بنور وجهك، عابقا بالطهر في الأسحار، مشتملا على حب الأقارب والأباعد، مثلما الأمطار، كنت فديت روحك يا شقيق الروح مبتهجا، ومكتملا، وأنت تحفني بضياء بسمتك السعيدة.