مهداة إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، بمناسبة عودته إلى أرض الوطن سالما معافى، حفظه الله ورعاه. للحب في داخل الإنسان إنسان وللشعور مزامير وأشجان وللغياب تباريح وأخيلة تأتي بمن غاب والأحلام برهان وللسحاب الذي هبت نسائمه عطر يفوح به ورد وريحان وفي القلوب، التي ضمتك من فرح لما أتيت وقد حيتك، أوطان فلم تغادر، وإن غادرت، موطنها ولم تغب وشعور الناس يقظان كأن كل شفاه الحب ما نطقت إلا لينبت في الألفاظ «سلطان» فلست تبصر إلا باسما جذلا في وجهه من حديث الصدق عنوان وقد عذرت له عدوى تبسمه لما رآك، وفي عينيك إيمان ففاض بالحب ما ضمت جوانحه إذ ليس للحب بعد اليوم كتمان وراح يلهو كطفل بين إخوته أعاد بسمته الوضاء تحنان *** أعادك الله لما أرضنا لبست حلي الربيع وماء الغيث هتان كأنها حينما أقبلت مبتسما قالت : جزاء ذوي الإحسان إحسان يا سيدي لغتي جذلى، وأوردتي تضخ حبا، ونبع الشعر وجدان وخافقي كلما فاضت مباهجه لم تحو ما فيه ألفاظ وأوزان كأنه كفك الملأى بمكرمة لم يحوها، منذ أن أعطيت، ميزان قاسوك بالبحر . أين البحر من رجل له المكارم أمواج وشطآن؟ قاسوك بالفجر حينا في تبسمه فأنت والفجر في الإشراق صنوان لكنما أنت تأتي فيك ملحمة تجلو الظلام، ويأتي وهو وسنان *** قالت لي النفس لما عدت، تسألني وحولك الناس أشياخ وشبان ما بالهم؟ قلت : عاد الغيث مرتديا ثوب الغمام، فعادوا مثلما كانوا مستبشرين على أعتاب رؤيته وكلهم للقاء الغيث ظمآن ما أن وطئت ثرى نجد وقد برقت منك ابتسامة حب فيك تزدان حتى تزينت البيداء في حلل وحل قبل أوان الخصب نيسان واستقبلت نجد سحب الخير مصهلة كأنها خيل فرسان، وركبان وفي الحجاز سناها لاح مؤتلقا حتى بدا من ربى عسفان « نعمان» وغردت في «شدا» زهوا بلابله فرددت صوتها العذري «عمان» ومن هضاب «شرورى» لوحت فرحا بيد فصافحها بالشعر «جازان» حتى السواحل فاض الموج مبتهجا فيها، فساحتها در ومرجان يا سيدي ولنا في الحب أغنية ما رددتها أهازيج وألحان بل صاغها من صميم القلب قائلها كما يصوغ نشيد الشعر حسان