[ يقال إن الأنثى قاسية أحياناً..ولكن تظل القصيدة أقسى الإناث ] الشاعر ماهر الرحيلي مد قنطرة لأنفاس قصيدته .. ليكون جريان ماؤه وضاء اشتركت فيها مع الحيرة الدهشة ومع القسوة اللين. بهذه الرائعة عميقة الدلالة ولايُكتفي بمنهج واحد لتفحصها واِستخراج النبرة الجمالية في ألفاظها وماتحت الألفاظ فالقيمة الفنية لكتابات الشاعر جميعها تعتبر منبع للذة القارئ والمتعة . القصيدة التي تكررت فيها المفردة مثار لمخبأ الإبداع ومثار للتساؤل , رفعت الستار عن مسرحية مكتملة المشاهد . فأيّ قسوة اِجتمعت وفي مطالعها ومخارجها وأغصانها اللين ! وأيُّ قسوة وقد امتلأت رفقاً بِمشهد دراما كان ألطف صوتاً !! وأيُّ قسوة لهذا الالتحام الروحي والإيقاع الحلو العذب السلس !! وأي شخصية حقيقة جسدها الشاعر! إنها المفردة المهيمنة والتي استهل بها الشاعر قصيدته وبقيت البؤرة المسيطرة عليها لتقتحم الحيرة وتذهب بالقارئ مُحلِّقا إلى حيث النور والروح والجمال. أقسى الإناث .. وفي فؤادك رحمةٌ لازلت أروي من شذاها أحرفي ! أقسى الإناث .. وفي جمالك راحةٌ تعلو الفؤاد وتستبيه فيختفي ! أقسى الإناث .. وفي غيومك رونقٌ يستل مني رجفتي وتخوّفي ! هل أنتِ أنثى أم ملاك جامحٌ يغشى فؤادي دون أي تكلف؟! ويطير في جنبات روحي لايني ويثير زوبعة الحنين المرهفِ هل أنت أنثى أم خيال مسرفٌ ومن التخيّل مايزيد تطرّفي ! يمتاح من نوري ليصنع صورةً ويبيدَ وعياً عن غبار الأرفف ! هل أنت أنثى أم لحونٌ ثرّةٌ في أي قلبٍ في الورى لم تُعزفِ ! مع كل خفقٍ ترتمين بنبضةٍ وتسامرين الدمع حتى تكتفي ! هل أنت أنثى أم معانٍ لاتُرى إلا ببذلٍ عارمٍ ..وتلطّف ! نِداء القلب وصراعه صنعت صوراً شعرية ولغة مكثّفة لتفتح بوابات النادر بكل آفاقها وتدعو القارئ مشحونا باللذة للتأمل ليغوص مع الانسجام ويلتصق مع النص ويتفاعل مع أجزائها فينطلق بعيدا عن الجفاف والصورة المهترئة و يصل إلى غاية الإبداع. ياقسوة الأنثى ورحمة قلبها يا جرح إحساسي الملحِّ المتلِف ! أحببت فيكِ تأبياً وتمنعاً وذكاء قلبٍ في الهوى لم يُعرفِ ! نامي على نبضٍ يعانق فكرةً وتجاهلي قلقي ورعشَ تلهفي أنثاي أنتِ .. ولست أزعم أنني متفردٌ .. لكن بقلبي مايفي ! فيه الجداول لاتغيض فقرّبي منها الشفاه و راحتيكِ لتغرفي فإذا امتزجنا ..كنتِ أنتِ قصيدتي وأنا الذي صاغ الحياة بموقف!! «من يُشعِرُه الشِعر بسرور نبيل يعتبر شاعراً حقيقياً ولو لم يكتب بيتا واحدا طوال حياته» تنتهي الوقفة واللوحة للشاعر ماهر بن مهل الرحيلي بجذورها ودلالاتها وعناصرها ومفرداتها الغائرة في الوجدان مكتملة وما تخفيها من حواروألفة على قدرٍ كبير من الإغراء لتكون للقارئ أشد جاذبية وجزءا من مبتغاه ..ولأن القصيدة أقسى الإناث ستعيش في دواخلنا فترات زمنية متعاقبة . وقفة / عَبير بِنْت أحمد