عدة مستشفيات ذات واجهات زجاجية لامعة تحتل مواقعها في مختلف انحاء جدة، في شمالها وشرقها وغربها، خصصتها وزارة الصحة لعلاج المواطنين ولوضع حد حاسم ونهائي لأزمة الاسرة وشحها في المستشفيات العاملة.. فرحة عارمة سادت سكان جدة بهذه المنشآت الطبية العملاقة.. لكن ما يكدر الصفو ويغتال الفرحة ان المستشفيات الجديدة لم تنطلق بعد اذ ظلت مباني راقية فخمة مضاءة تدب فيها الحركة.. ولكن بلا مرضى. متى تنطلق هذه المشاريع.. وهل يحين موعد عملها قريبا؟ الاهالي يتساءلون وتزداد كثافة اسئلتهم مع استمرار شح الاسرة والاماكن الشاغرة في المستشفيات الحكومية، اذ تزدحم اقسام الطوارئ بالمنتظرين.. وتزدحم العيادات بالمراجعين الذين كتب عليهم الانتظار ثم الانتظار الطويل والعودة احيانا بخفي حنين ومع كل ذلك فإن املهم قريب في تشغيل المستشفيات الجديدة، كما يقول نصار الغامدي معلقا: في الحقيقة تعد الخدمات الصحية في محافظة جدة أحد أهم الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين ليس على مستوى منطقة مكةالمكرمة فحسب بل على مستوى المملكة بأسرها وذلك يعود طبعا لكبر مساحة مدينة جدة وعدد سكانها، ضف الى ذلك ان الاقبال على جدة يكون كبيرا لأهمية مستشفياتها العامة والتخصصية ولتوافد المرضى والمراجعين عليها من مختلف مناطق المملكة الشمالية والجنوبية بالإضافة إلى سكان جدة نفسها. كل هذه الاسباب والمبررات يجب ان تأخذها وزارة الصحة في الاعتبار لتشغيل المستشفيات وتطوير الاداء الصحي. من جهته، يتساءل عبيد الله الزهراني عن سر استلام وزارة الصحة للمشاريع الجديدة خصوصا مستشفيات الشرق والشمال والبرج الطبي اذا لم تكن تدرك انها لن تعمل في الوقت المناسب. ويعتقد الزهراني أن هذه المنشآت الصحية سيكون لها دور كبير عند تشغيلها بشكل سليم في تخفيف العبء الحاصل في الوقت الراهن على المستشفيات والمرافق الصحية القائمة وبالتالي تقديم خدمات صحية أفضل. على ذات النسق يتحدث أحمد الحازمي عن أن عددا كبيرا من المرضى ومراجعي مستشفيات صحة جدة ما زالوا يشتكون من استطالة المواعيد المقدمة لهم في المرافق الصحية العاملة وتصل المدة احيانا لأكثر من 6 أشهر إلى عام كامل احيانا. واضاف أن الأطباء في المستشفيات يدركون عمق هذه المشكلة وهي موجودة بالفعل، لكن بعض المرضى يعتقد أن المواعيد تمنح بناء على توصية من الأطباء المعالجين في العيادات الخارجية حسب نوع الحالة المرضية ومدى حاجة المريض للمراجعة والوقت الذي يحتاجه لذلك وهذه ليست مشكلة ومن وجهة نظري طالما أنها تتم وفقا للرأي الطبي، ويرجح السبب الآخر لتأخر المواعيد في الضغط الكبير الذي تتعرض له مستشفيات جدة بسبب ازدحام المراجعين. وهو امر يستدعي تشغيلا عاجلا للمستشفيات الجديدة لا سيما انها مجهزة فنيا وطبيا بكل معينات العلاج. يسلط وليد البقمي الضوء على عدة مشاكل رئيسية يعاني منها سكان جدة في المجال الصحي وتتمحور كلها في النقص الشديد في أسرة العناية المركزة والحضانات حتى الأسرة العادية في مستشفيات الصحة. ويرى أن الصحة ممثلة في الشؤون الصحية تحرص كثيرا على توفير خدمات صحية وعلاجية متميزة لجميع المواطنين بلا استثناء وهذا حق مشروع تكفله الدولة للجميع، ويرى أن مشكلة النقص في الأسرة والحضانات مشكلة قديمة وهي في طريقها للحل مع المشاريع الجديدة التي يتم افتتاحها، وبالرغم من وجود هذه المشكلة إلا أن الصحة خلال الفترة الماضية درجت على إيجاد حلول سريعة ومناسبة لها حيث قامت بتحمل النفقات العلاجية للمرضى والمواليد الذين لم تتوفر لهم أسرة أو حاضنات في المستشفيات ويتم تنويمهم في المستشفيات الخاصة وبالتالي لا يتحمل المواطن أي أعباء مالية للحصول على العلاج المناسب لحالته. فيما يؤكد طلال المالكي أن المشكلة الحقيقة التي تعاني منها مستشفيات جدة ويعاني منها المسؤولون هي: كيف يتم توفير الكوادر البشرية الطبية والفنية والطبية المساندة وكذلك الكوادر الإدارية لتغطية العمل في المستشفيات الجديدة التي تم استلامها وينتظر تشغيلها بشكل سليم. ويشير إلى أهمية هذا الملف ومدى حاجة المستشفيات للكفاية البشرية بما يسهم في إنجاح الاداء وترقيته وتقديم خدمات طبية وعلاجية متميزة للمرضى والمراجعين بالشكل المطلوب والمناسب. وبرغم طرح الحلول ومناقشتها من الصحة والجهات المختصة لاستحداث الوظائف الطبية والصحية بما يتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة إلا النقص لا يزال قائما. ويطالب المالكي وزارة الصحة بتفعيل برامج التشغيل الذاتي التي تستطيع من خلالها التعاقد مع الأطباء والكوادر المطلوبة حسب حاجة كل مستشفى وحسب التخصصات المطلوبة، مع منح الأولوية للسعوديين بالدرجة الأولى واختيار الكفاءات الكبيرة والقادرة من خارج البلاد.