«لم تأت قبلي».. تأخرت لثلاث وثلاثين عينا وجزيرتي قهوة.. تروي حقيبة أغسطس أن لبسا مائيا اكتنف المشغل، كانت يدا الغريق مشبعتين بالحمى، وكنت تجرين الجبل من كاحله، تثقبين بصراخك جدار البلدة، تحرضين العتمة على جسدي حتى لكأن غيمة أطلقت بللها في المنفضة وطارت بأعذار خفيفة. مفضوحة بروقك المتنكرة خلف سين نونية الألف. معتوه نهار السبت ذلك الذي قشر الصدفة وأوقفنا نقول لجيفارا لا تنم في الوادي. ل زغوان ليسر ماؤك في الجهات ولتملأ الدعاوى والشكوك أكف زائريك. للشعراء اتركوا الأشجار في حالها، لا تلقوا بخضرتها في القصائد، إلام تصلبون الغابات في كتبكم. هل تهيئون حريقا؟ تعدون مجزرة خلاص أيها السفلة؟ (ورطكم مالك حداد في الغابة وترككم للفؤوس تلوكونها ومضى). ماذا لو لم يكن التايكواندو، ومجاري العيون؟.. ماذا لو توالت الضربات ولم يجنح المعتوه للسلم؟ دعوا الغبار يتثاءب في آذان السفن، يموت من البهجة، يصقل أجداده بالمبرد المناسب. أخرجوا الأخشاب على الأقل.. لا تفكروا في نسب النعوش أكثر.. اتركوا الاخضرار على سجيته. الزيتون يتحرك بعيدا عن أوكسيد الرصاص الكربون والحبر، أتحب أوراقكم أن تأكل لحم إخوتها موتى.. ذلك السبت الذي... لم تأت بعدي مثل أحجية شرقية ثلاثا ألقينا شباكنا في الأفق، تخاصرنا على كتف بوقبرين، منحنا الحدس أصبعا، صنعنا قدمين رياضيتين للمضمر. رمينا القوارير المكتنزة في أنف الوشاية علها تتبرأ من مخابئها، ليست فازة يا ابنتي ولا مشهدا مفتعلا، أحرق الشبزي أطراف ثيابه ولم ننج، زنانيره ولم تقفل المقابر بطونها، أصابعه ولم يعد الأطفال من القصف، جسده ولم تعد الحياة من المذبح، لم يترك الهلع للشبان أرجلا، للأمهات أثداء، للمغيرين فرصة للتراجع. لم تأت بعدي تقدمت في نص مارد وبلاد لا أرض أتكئ عليها. بعمومة ناضجة. لم تتسلق عصا آب غير ظهرينا، فقد لسعت الشتاء في زمهريره، الإبهام في سبابته، الطين في خيالاته، قلت: النور فسقطت العصفورة في حجرك. السحابة فغارت أحلامك. الزاوية فبرز السطح سهلا ممتدا. التميمة فانكفأ السحرة في الصوامع. قلت: الخيزرانة فتمايل المستحيل في الطرق واخضرت المنامات في طوابير الخبز البلدي.. ولم تأت قبلي. لم تأت بعدي. شاعر وكاتب يمني مقيم في القاهرة