كشف وزير الصحة المهندس خالد الفالح عن اتجاه للاستغناء عن الإبل في حج هذا العام وعدم استقبالها للذبح كهدي أو أضحية، والتعامل مع أماكن تجمعها وتكثيف المراقبة حتى لا تحدث إصابة بفيروس كورونا، لافتا إلى أن هناك تنسيقا مع أمانة العاصمة المقدسة لتكاتف الجهود للحد من انتشار الفيروس خلال موسم الحج. وتحدث الوزير عن إجراءات قصوى لاحتواء الفيروس ومنع خروجه من الرياض تضمن لقاءات دورية وعمل حملات توعوية للحجاج وإجراء الفحوصات الطبية والتطعيمات اللازمة للحد من انتشاره خاصة للقادمين من منطقة الرياض، مبينا أنهم جاهزون للتعامل مع أي حالة طارئة، ومشددا على أن الشفافية في الإعلان عن الحالات المصابة منعا للشائعات. وأوضح في لقائه أمس بمسؤولي الوزارة ومديري المستشفيات أن الوزارة خصصت مختبرين للتعامل مع حالات كورونا خلال موسم الحج، أحدهما متنقل في مشعر عرفات. وأفاد أن مدينة الملك عبدالعزيز بوزارة الحرس الوطني واجهت خلال الأسابيع القليلة الماضية حالة تفش للفيروس بدأت بحالة واحدة ومن ثم انتشرت من خلال المخالطين سواء مخالطين مباشرين أو مخالطين صحيين في المدينة وتوسع انتقاله بشكل مقلق لإدارة الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني ووزارة الصحة لدرجة أن بعض الأقسام أغلقت بما فيها أقسام الطوارئ. مؤكدا أن الأمر الإيجابي الوحيد في هذه الصورة المقلقة أن حالة التفشي لا تزال في نطاق ضيق من المخالطين للحالة الأولى، والمتوقع أن المخالطين سيبدأون بالقدوم لمستشفيات مدينة الرياض وبالذات مع إغلاق بعض الأقسام وتوجس المواطن ومتلقي الخدمة الصحية من الذهاب إلى مستشفى الحرس الوطني، وستبدأ الحالات المخالطة بالظهور في مستشفيات وزارة الصحة أو المستشفيات الأخرى، فيجب على المستشفيات كافة بمدينة الرياض بشكل عام في الوقت الحالي أن تعمل تحت نظام موحد للتأهب والاستعداد لاستقبال هذه الحالات وتوخي الحذر الشديد من أن تنتقل داخل المستشفيات للممارسين الصحيين أو إلى المرضى الآخرين. وقال الفالح: «إن الحذر والتوجس واجب في مثل هذه الأوضاع، ولا نريد أن نبالغ في التطمين والثقة المفرطة التي تكون لها آثار سلبية، ولكن في نفس الوقت أود أن أؤكد وأركز أن هذه ليست أول حالة تفش لكورونا في المملكة، إذ بدأت في الأحساء قبل ثلاث سنوات ولكن بالتطبيق الصارم لأنظمة مكافحة العدوى التي تتبناها الوزارة تمكنت من السيطرة على أول حالة تفش لكورونا بعد عدة أشهر بمستوى لا بأس فيه، ولكنه عاود الظهور مرة أخرى في مستشفيات أخرى، منها المستشفى العسكري والملك فهد بجدة في بداية عام 2014م، وسجلت الحالات أرقاما أكثر بكثير من الأرقام الموجودة حاليا في مدينة الملك عبدالعزيز بوزارة الحرس الوطني». وأشار إلى أن الوزارة استطاعت السيطرة على تفشي الفيروس بعد التطبيق الصارم للأنظمة وتطبيق الممارسين الصحيين للتعليمات الوقائية، مؤكدا أن الوزارة استفادت دروسا عديدة بدأت تطبقها الآن في مدينة الحرس الوطني وفي المستشفيات الأخرى. ولم يخف الوزير تخوفه من حتمية انتقال هذا التفشي لمستشفيات أخرى، خاصة أن العديد من المواطنين بدأوا يعودون بعد الإجازات وسيكون هناك طلب إضافي على المستشفيات، وهو ما يتطلب معالجة مناسبة للمرضى، مطالبا الجميع بعدم القلق المفرط، مع التأكيد على ضرورة الحذر المجتمعي. واختتم الفالح حديثه بقوله: «وزارة الصحة تؤكد للجميع أن ليس هناك داع للقلق المفرط، ولن يكون هناك تفكير بإغلاق المدارس أو المنع من الذهاب للأماكن العامة».