تحاول موسكو الالتفاف على مبادرات الحل السلمي للأزمة السورية ومرجعية القرارات الأممية التي وردت في بيان «جنيف1»، والتي أقرت إقامة هيئة حكم انتقالية تمارس كامل السلطات التنفيذية بمعنى خروج النظام المستبد. وأخذت موسكو تسوق بمكر لمبادرة فشلت قبل أن تنضج عندما شعرت أن الرياح لا تميل لصالح حليفها الذي فقد الشرعية. وما يهم دول المنطقة هو أن تنتهي الأزمة السورية سريعا، وأن يأتي نظام جديد لا يهم أن يكون حليفها، ولكن الأهم أن لا يخضع لتوجيهات دولة روسيا التي لا تضع في الاعتبار سوى مصالحها وأطماعها ونفوذها، وأخرى إيران التي مارست تدخلات سافرة في شؤوننا العربية وأشعلت فتيل الأزمات الطائفية هنا وهناك. السوريون أنفسهم رفضوا هذا العرض المغلف حين رد رئيس الائتلاف برفض مبادرة موسكو، مشددا على أن دور الأسد انتهى وأنه أساس المشكلة. ولم يجد اقتراح الكرملين بتشكيل ائتلاف يضم جيش النظام لمحاربة الإرهاب أي قبول. وسبق أن رفضت المملكة الأفكار الروسية متمسكة برحيل النظام الذي أحرق الأخضر واليابس، وكررت في أكثر من مناسبة بأن رحيل النظام وفق مرجعية «جنيف1» السبيل الوحيد من أجل حماية وحدة الأراضي السورية والانضمام إلى القوى الدولية المتحالفة للتخلص من الخطر المتنامي للتنظيمات الإرهابية.