سؤال يتردد صداه وسط المراقبين ورواد المتنزهات في محافظة جدة: من المسؤول عن صيانة الحدائق العامة؟ من المكلف برفع المخلفات والأوساخ؟ كيف يصمت المعنيون عن تصرفات البعض بتحويل الحدائق الخضراء إلى مرمى لمخلفات البناء من طوب وحديد مستهلك؟. حزمة من التساؤلات ثارت أمس الأول بعد أن وصلت الحدائق إلى حالة لا يمكن السكوت عليها بسبب الإهمال وعدم المساءلة أو بسبب قصور الجهة المعنية بالصيانة في أداء مهامها بالصورة المطلوبة، وينتقد رواد الحدائق ما أسموه صمت وإهمال مراقبي البلديات عن أداء مهامهم في متابعة شركات الصيانة الدورية. ويضرب سلطان الخالدي مثلا بحديقة عامة في حي البوادي ظلت مهملة ومتروكة منذ 3 سنوات حيث توقف مشروع تجهيزها بسبب إهمال المقاول الذي عمد إلى الربح السريع على حساب الجودة حسب تعبيره. تلف الأنابيب يضيف الخالدي مستغربا: قبل عدة سنوات أتوا إلى الحديقة بأنابيب بلاستيكية مخصصة لري الأشجار لكنها بقيت ملقاة في مكانها تحت أشعة الشمس لأكثر من 4 أشهر دون أن تتحرك أية جهة لمعالجة الوضع، ولم يتم تركيبها حتى تلفت الأنابيب تماما. وهناك خطر ثان يتربص بالجميع في الحديقة المهملة، إذ تعرت أعمدة الإنارة لتبقى مهددة لسلامة الجميع خصوصا الأطفال. ويتساءل الخالدي عن الأسباب التي أدت إلى إهمال مرفق عام بهذه الصورة الصريحة. معربا عن أمله في تحرك الجهات المختصة بالصيانة لإعادة تاهيل الحديقة وإعادة الحياة لها لتستقبل السكان الذين يبحثون عن متنفس لهم. صمت واسع على ذات الصعيد، سدد جميل الزهراني انتقادات حادة إلى البلديات في جدة لإهمالها متابعة مرافقها العامة، مستغربا الصمت الكبير إزاء تحويل الحدائق والمسطحات الخضراء إلى مرام لمخلفات البناء والمنازل مقترحا في هذا الشأن على البلديات إلزام المقاولين المنفذين لمثل هذه المشاريع بإتمام عمليات الصيانة على أن تشمل العقود نصا وشرطا بهذا الأمر وهو الأمر الذي يضمن استدامة جمال الحدائق وضمان استمرار أوضاعها كما بدأت أول مرة فضلا عن أن الصيانة ستطيل عمر هذه الحدائق. الإسفلت أفضل في حي الصفا، تحدث أحمد الرفاعي قائلا إن مزاولة كرة القدم على الإسفلت المجاور للحديقة العامة في حي الصفا أفضل وأكثر سلامة من اللعب على أرضية الحديقة الجافة غير المسيجة فباتت مهملة لدرجة أن الجيران اختاروها لرمي المخلفات والقمامة وبقايا الطوب والأسمنت. وانتقد وائل القرشي بشدة أمانة محافظة جدة وذكر أنها تتحمل مسؤولية التدهور الحاصل في عدد من الحدائق العامة، وقال إنها لم تعمل بجدية على متابعة أعمال المقاولين المنفذين للصيانة ومعاقبة ومحاسبة المقصرين، وقال «ما ذنبنا نحن الأهالي أن نواجه مثل هذا الإهمال؟ وأين الدور الرقابي للأمانة التي من المفترض أن تسعى بكل قوة للمحافظة على المرافق العامة خصوصا أن الجهات المختصة أنفقت المليارات على الحدائق والمتنزهات العامة لضمان راحة ورفاهية المواطن والمقيم». عودة الحياة إلى ذلك، انتقد فيصل الزهراني ومعه أحمد الهوساوي ما أسموه الأوضاع المزرية والبائسة في الحدائق العامة وتجاوزات المقاولين، كما انتقدا سلوك بعض الرواد الذين يسيئون استخدام مرافق أنشئت لخدمتهم وراحتهم، وقالا إنهما طرقا كل الأبواب سعيا لإيجاد استفادة قصوى من الحدائق المهملة دون نتيجة مرضية، وأعربا عن أملهما في إعادة الحياة إلى حديقة الصفا وبقية الحدائق في جدة التي تحولت من مكان ساحر جاذب إلى ميادين جافة تشوه منظر الأحياء وتهدد الأطفال بالمخلفات والحشرات الضارة.