يطرح مواطنو المدينةالمنورة تساؤلات عدة حول مدى ملاءمة أماكن محطات مشروع النقل العام وضرورة اختيارها بعناية وفقا لاحتياجات المجتمع، وذلك بناء على أماكن الخدمات والتجمعات العامة، خاصة أن المشروع أصبح قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ بعد موافقة مجلس الوزراء على المشروع، وتوقيع أمير المدينةالمنورة قبل أشهر على تصميم وإدارة المشروع، آملين أن يؤتي ثماره المنتظرة وفق الدراسات التي أجرتها هيئة تطوير المدينة. في البدء يؤكد المواطن سلمان الجهني على ضرورة أن يتم اختيار أماكن المحطات بعناية وفقا لاحتياجات المجتمع، وذلك بناء على أماكن الخدمات والتجمعات العامة في المدينةالمنورة مثل المستشفيات والجامعات والمجمعات التجارية وعدد من الأماكن التاريخية بالمدينةالمنورة وأماكن الخدمات مثل المطار إضافة إلى تخطيط وجود المحطات بكل أحياء المدينةالمنورة. شاركه الرأي المواطن علاء بخاري، مشيرا إلى أن المشروع يتضمن كل المكونات من شبكة المترو وشبكة الحافلات السريعة وما يرتبط بهما من مواقف وحافلات فرعية مغذية ومحطات ومراكز خدمة وصيانة وأنظمة نقل ذكية، وذلك وفقا للدراسات التي سبق أن أعدتها والتي ستعدها هيئة تطوير المدينةالمنورة، وأن تكون مدة تنفيذ المشروع ثماني سنوات. بالإضافة إلى استكمال تنفيذ شبكة الطرق الرئيسة وتطوير المحاور الرئيسة وتحسينها وتطوير التقاطعات الرئيسة، ويكون تنفيذها متزامنا مع تنفيذ منظومة النقل العام. ويوضح المواطن خالد الحربي أن تسارع التمدد العمراني والمخططات والمشاريع الجديدة بالمدينةالمنورة يستوجب وضع مشروع النقل العام في الحسبان، ما يعني إدراجه في تصميم المناطق المستحدثة وذلك بالتعاون مع الجهات المنفذة لمشروع توسعة المسجد النبوي الشريف والتي نتج عنها التوسع في المخططات العمرانية والسكانية في أنحاء مختلفة بالمدينةالمنورة إضافة إلى الاستفادة من الدول المتقدمة في هذا المجال ومن تجاربهم وأخذ كافة هذه الملاحظات والاقتراحات التي يبديها أهالي المدينةالمنورة في المشروع. من جانبه، أوضح نائب رئيس المجلس البلدي بالمدينةالمنورة عبدالغني بن حماد الأنصاري أن قطار الرياض على سبيل المثال يسارع الخطى للعمل في مشروع النقل بطريقة متميزة وذلك من خلال الحفر في مستويات عميقة وذلك حتى لا تؤثر في البنية التحتية للمدينة وعدم الحاجة إلى نزع الكثير من العقارات أو بناء جسور مرتفعة حسب الحاجة وذلك حتى لا تقتطع هذه المساحة من الشوارع بل يجب أن يوازي مشروع النقل العام تطوير وتحسين الطرق بالإضافة إلى صيانتها بشكل دوري. ويشير الأنصاري إلى أن النقل العام سيشكل أهمية كبرى في نقل الزوار من وإلى المسجد النبوي والمزارات الأخرى، إضافة إلى تنقلاتهم بين المطار ومحطة قطار الحرمين ما يشكل جذبا سياحيا مهما، مضيفا: إن أهمية وجود المحافظات التابعة للمدينة المنورة على خارطة القطار فيه خدمة جليلة لمواطني هذه المناطق بل وسيشكل دعما اقتصاديا وسياحيا خاصة لمحافظة العلا لوجود السياحة التاريخية بها ولمحافظة ينبع لوجود المدينة الصناعية والمنتجعات السياحية. من جهته، أوضح ل«عكاظ» مدير شعبة السلامة المرورية في مرور المدينةالمنورة العميد عمر النزاوي أن مشروع النقل العام سوف يساهم في تقليل أعداد المركبات ما يؤدي إلى تقليل نسب الحوادث المرورية، إضافة إلى ذلك سيساهم في انسيابية الحركة المرورية والتخفيف من الزحام، كما سيقلص أعداد المركبات التي تبث المزيد من الغازات الضارة في الأجواء إضافة إلى تقليص كمية البترول المستخدم ما يشكل حفظا للطاقة والاقتصاد. وأشار النزاوي إلى أن المجتمع المديني متحمس جدا للنقل العام، وذلك من خلال تجربة النقل الترددي في شهر رمضان حيث يستخدم آلاف المواطنين النقل العام نظرا لقناعتهم بأهمية الدور المناط به، ويأتي ذلك في ظل ندرة مواقف السيارات وانعدام المباني متعددة الطوارق أو المواقف الذكية التي تستوعب أعدادا كبيرة من السيارات.