كل شخص على هذه الكرة الأرضية ينتمي إلى وطن. ففي أكلك ونومك ومشيك كل صباح ومساء على تلك الأرض تجعلك توقن أن للوطن حبا وعطاء لا مثيل له! ورغم أن الوطن لا صوت له ولا عين ولا قلب ولا حتى أذن إلا أن كل طفل وشاب وكبير في السن يظن بل ويجزم أن للوطن عينا تحمي كل من فيه، وللوطن أذنا تسمع كل محتاج ، وأن للوطن قلبا لا يفرط بأبنائه وبناته في كل حادثة، وأن صوت الوطن لا يكون ذا هيبة وقوة إلا باتحادنا معا ضد كل من يعادي ذلك الوطن المعطاء! كلمة الوطن .. قد يراها البعض مجرد كلمة صغيرة لا تتجاوز الخمسة أحرف، ولكن تلك الكلمة الصغيرة تغني عن ألف كلمة حب وأمان وغنى، تلك الكلمة تعني الروح، ولكم أن تتخيلوا كيف يصعب تخلي الجسد عن الروح! كلمة الوطن.. تعني أن يكون لوني أبيض ولونك أسمر وعيناك زرقاء وشعري شديد السواد، ولكننا رغم كل ذلك لا نرى اختلافا أو حتى تمييزا؛ لأننا عشنا في وطن يحب الجميع ويرى أننا جميعا أبناؤه. كلمة الوطن.. تعني أن نكون قلبا واحدا يحب الوطن ولا يرضى إلا أن يكون وطنه في أمان ورخاء دائم.. ونحن مهما تحدثنا وتغنينا بالوطن وامتلأت كل الطرق بلوحات الرسامين الجميلة عن الوطن، سنظل مقصرين بحب تلك الأرض الطيبة التي زرعناها وأنبتت لنا ورود الخير والمحبة والسلام، وسنظل مقصرين بحب الله الذي جعل سماءه الكريمة تسقي زرعنا ولم تجعل بيننا أحدا جائعا، سنظل مقصرين لأن حب الوطن ليس كلاما، إنما حب الوطن يعني أن نموت في سبيل الله دفاعا عنه وحمايته من كل فكر ضال أو نية فاسد وحاسد لخيراته!.