أكد ممثل حزب الكتائب في الحكومة اللبنانية الوزير سجعان القزي أن الرئيس تمام سلام أشاح بوجهه عن الاستقالة، وقرر الصمود بوجه كل المصاعب من أجل لبنان وشعبه، مشيرا في حوار أجرته عكاظ إلى أن إيران تسعى للإتيان برئيس للجمهورية في لبنان يخدم استراتيجيتها وأهدافها، وهي تعرقل الانتخابات لعدم قدرتها على ذلك. وقال إنه لا يجوز في مرحلة مصيرية على الصعيد الوطني، ودقيقة جدا على الصعيد الأمني، أن يشهد لنبان شغورا في منصب رئاسة الجمهورية. وفي ما يلي تفاصيل الحوار: ● ما هو مستقبل الجلسات الحكومية وما المتوقع لها؟ ●● المعتاد والمنطق يقولان إن هناك جلسة أسبوعية تعقد لمجلس الوزراء ويدعو إليها وفقا للدستور رئيس الحكومة، وعلى كل الوزراء أن يلبوا هذه الدعوة إن لم يكن هناك عذر واضح، ولكن وسط هذه الظروف فإن هذه الجلسة سوف تعقد، إلا إن طرأ طارئ ما، وهنا علينا ترقب ذلك. ● هل نتجه إلى استقالة الحكومة، أو إلى تجميد عملها، أم إلى الفوضى في الشارع، وفي الحالات الثلاث من يتحمل المسؤولية؟ ●● لا يجوز في مرحلة مصيرية على الصعيد الوطني، ودقيقة جدا جدا على الصعيد الأمني، وصعبة وخطيرة على الصعيد الاقتصادي، وتشهد شغورا في منصب رئاسة الجمهورية وشللا في عمل المجلس النيابي، أن تفكر رئيس الحكومة بمثل هذه الخيارات، وأقصد هنا الاستقالة تحديدا، لقد كانت الأحداث أحيانا تدفعه إلى اتخاذ مثل هذه القرارات؛ لأنه لطالما سمع كلاما جميلا من الأطراف السياسية، إلا أنه رأى أفعالا قبيحة وغير مقبولة على الأرض وفي الاستحقاقات المطروحة، ولكن من موقعنا نقول إن الخيار الوحيد المفترض على الرئيس تمام سلام الذي نقدر ونجل أن يسلكه هو خيار الصمود في منصبه ومقاومة كل محاولات ضرب المؤسسة الحكومية وكل الافتراءات السياسية التي توجه له وللحكومة وللدستور بالدرجة الأولى، فالرئيس سلام لا يمثل فقط الطائفة السنية في رئاسة الحكومة، إنما يمثل كل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين بكل طوائفهم ومذاهبهم في رئاسة الجمهورية، وهو مؤتمن ليس على صلاحيات رئيس الجمهورية فقط، إنما على الشرعية اللبنانية وعلى وحدة الدولة وعلى استقرارها، وبالتالي بقاء الرئيس تمام سلام على رأس الحكومة أمر ضروري على الصعيد الوطني والسياسي والأخلاقي إلى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فتعود الحياة الديمقراطية السياسية إلى مجراها الصحيح على صعيد تداول السلطة وانتظام عمل المؤسسات الشرعية. على خلفية كل ذلك، فإن الرئيس تمام سلام وكما عودنا بمواقفه الوطنية فقد أشاح عن فكرة الاستقالة التي تم تدولها مؤخرا نظرا لكل ما يحصل وتلبية لنداء المجتمع الدولي والأشقاء العرب والقادة اللبنانيين، وتلبية لضميره وإحساسه بوجع الشعب اللبناني أولا وأخيرا. ● رئيس الأركان هل يمدد له، أم نقع في فراغ جديد بالمؤسسات؟ ●● لا يوجد فراغ في نظام له آليته الدستورية إن لم يعين رئيس جديد للأركان، فلا بد من التمديد، وكذلك بالنسبة لقائد الجيش. ● إيران لا تريد حل الملف الرئاسي كيف تنظر إلى ذلك؟ ●● هذا ليس بالأمر الجديد، فجزء كبير من الأزمة اللبنانية تعود للموقف الإيراني الذي يريد احتواء لبنان من خلال الإتيان برئيس للجمهورية يلائم استراتيجيته في المنطقة، طبعا هناك قوى أخرى أيضا في المنطقة تريد رئيسا ينسجم مع سياستها، ولكن الفارق أن القوى الأخرى لا تعطل الانتخابات، إنما تسهلها أو تحاول أن تسهلها، وما نشهده اليوم من أزمات مفتعلة على الصعيد الحكومي هي جزء من المحاولة لإخضاع الحكم في لبنان لهذه الاستراتيجية الإيرانية أو غيرها من الاستراتيجيات. ● العالم لا يمكنه الاتفاق حول رئيس للبنان، هل اللبنانيون قادرون على ما عجز عنه المجتمع الدولي؟ ●● عدم حصول انتخابات رئاسية ليس سببه عدم وجود مرشحين، وهناك مرشحون من كل الأطياف، هناك مرشحون من 8 و14 أذار ومن الوسط، هناك مرشحون أقوياء وآخرون ضعفاء، ولكن المشكلة هي محاولة من قبل أطراف داخلية وخارجية لتغيير النظام اللبناني الذي نعرفه ونعيشه منذ حوالي مئة سنة، هناك سعي لتغيير التركيبة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبنان، أي تغيير وجه لبنان.