أعرب عدد من قائدي المركبات في المدينةالمنورة ل«عكاظ» عن تذمرهم الشديد من غياب اللوحات الإرشادية التي تمنع الانعطاف يمينا عند الإشارات الضوئية إلا بعد التوقف تماما لمدة «معينة» كما هو معمول به في بعض المناطق التي يتواجد بها لوحات تؤكد التوقف التام والإشارة حمراء. وأشار سائقون إلى أن التوقف في بعض المرات قد لا يجدي نفعا حيث يفاجأون بوميض الفلاشات حتى لو توقفوا للثواني المحددة، وهذا ما أوقعهم في فخ ارتفاع رصيدهم من المخالفات المرورية بلا أي مخالفة ارتكبوها، ما كبدهم خسائر مادية كبيرة، كان بالإمكان تلافيها، معربين عن استغرابهم من غياب العدادات في بعض الإشارات الضوئية وأيضا وجود إشارات ضوئية في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي خاصة بالمشاة لا يمكن التنبه لها بسهولة. يقول خالد سعد: كغيري من قائدي المركبات كنت أجهل تماما أنني عندما لا أتوقف عند الإشارة لدى انعطافي لليمين في أي طريق لمدة خمسة ثواني سأحصل على قسيمة بخمسمائة ريال لأنه لا يوجد ما ينبهنا مسبقا إلى ذلك وحقيقة كان من المفترض على إدارة المرور العمل على تنبيه الشركة المنفذة بوضع لوحة إرشادية مكتوبة ليعلم الجميع ذلك قبل أن يقعوا في الفخ. عبيد المرزوق يقول من جانبه: لم أكتشف أنه يجب التوقف عند الإشارة قبل الانعطاف يمينا إلا بعد أن وقعت الفأس بالرأس وأصبحت ضحية لساهر وفلاشاته فليس هناك أي لوحة تشير أو تنبيه لقائدي المركبات على ذلك، وعن الإشارات الضوئية الموضوعة من أجل حركة المشاة خاصة في المنطقة المركزية ذكر عبيد أن قائد المركبة يتفاجأ بها وقد لا يتوقف لها، لأنها غير واضحة وشكلها غير مألوف أبدا ووضعت وكأنها مجسم أو منظر جمالي رغم أهميتها ووجوب الالتزام بها. أما حمد الجش فيشير إلى أنه يلاحظ كثيرا عدم وجود عدادات الدقائق والثواني في بعض الإشارات أو أنها موجودة ولكنها لا تعمل وهذا يسبب لنا الكثير من التردد قبل الوصول إلى الإشارة خاصة إذا كانت مضيئة باللون الأخضر لأننا نخاف أن تلتقطنا كاميرات ساهر بمجرد عبورنا للإشارة أو وصولنا إليها، فلو كان العداد يعمل لكنا قد استعددنا للوقوف عند تبقي بعض الثواني ولم نغامر في تجاوز الإشارة لنكون عرضة لكاميرات ساهر. يشاطره الرأي طارق السلطان مضيفا: في بعض المناطق توجد لوحات إرشادية عند الإشارات الضوئية تنبه قائدي المركبات إلى عدم الانعطاف يمينا إلا عند التوقف التام وللأسف الشديد تلك اللوحات الإرشادية لا توجد في المدينةالمنورة وهذا ما أوقع الكثيرين ضحايا لكاميرات ساهر التي رصدت آلاف المخالفات بسبب هذا الخطأ الفادح، وأضاف أيضا في بعض المرات تقف لثوان أو لا تقف عند الانعطاف يمينا ستضيء فلاشات ساهر ولابد وتحصل على المخالفة. في المقابل أوضح مدير إدارة مرور منطقة المدينةالمنورة اللواء محمد بن عجلان الشنبري أن الإدارة العامة للمرور دائما تبحث عن السلامة المرورية، والأفضل لقائدي المركبات، وفي ما يخص اللوحات الإرشادية التي تنبه السائق إلى التوقف تماما قبل الانعطاف إلى اليمين في الإشارات الضوئية قال نحن نتمنى وجودها وإن كانت موجودة في مكان آخر، وغائبة في المدينةالمنورة، فذلك يعود لاختلاف الشركات المنفذة. وعن العداد المركب على الإشارات وتعطله في بعضها، أشار الشنبري إلى أنه ليس من أساسيات الإشارة ومن الممكن عدم وضعه أو تشغيله، بل يتوجب على قائد المركبة أن يستعد للوقوف للإشارة مبكرا ولا ينتظر أن يجد عدادا يحسب له الوقت المتبقي أو الفائت. وتناول الشنبري الإشارات الضوئية قصيرة الأعمدة في مركزية المدينة قائلا: إنها إشارات «للمشاة» وضعت من أجلهم خاصة في المواقع ذات الكثافة المرتفعة للمشاة وذلك نظرا لكثافة أعداد الزائرين والحجاج وتعمل تلك الإشارات حسب البرمجة، فمن الممكن أن تكون في وضع «أوتوماتيك» وهذا الوضع في الذروة الأقل، ويمكن أن يقف أحد رجال المرور ليقوم بتشغيلها وتغيير أوضاعها في حالة كثافة الحركة، ويمكن أن يتحكم بها المشاة أنفسهم بإضاءتها بالأحمر ومن ثم يعبرون وعند عبورهم تماما تعود تلقائيا إلى اللون الأخضر، كما تعد تلك الإشارات آمنة بإذن الله لضمان عبور المكفوفين للطريق بتحكمهم المباشر فيها، وعلى قائدي المركبات أن يخفضوا سرعة مركباتهم ويتنبهوا عند مشاهدتهم عبور المشاة ليتمكنوا من رؤية الإشارة بشكل واضح.