- تطور الدول المتقدمة في المناحي المختلفة اقتصاديا أو تعليميا أو في الرياضة لم يكن وليد الصدفة أو مجرد ضربة حظ تيسرت للمسؤولين، بل كان نتاج عمل دؤوب أساسه تغيير منهجية التفكير للوصول إلى ركب المقدمة. - تطرقت قبل عامين تقريبا لأنموذج ألمانيا قبل حصولها على كأس العالم والعمل المضني الذي قامت به في المجال الرياضي وكرة القدم على وجه الخصوص بعد نكسة كأس أوروبا قبل 15 عاما تقريبا وعدم فوزها بأي مباراة وتسجيلها هدفا يتيما. - ركز المجتمع بأكمله بعد نكستهم بخطط منهجية لتطوير النشء وبالمناسبة هي قريبة من فترة خسارتنا الموجعة في كأس العالم منهم وبال8، وصرفت ألمانيا خلال العقد الأخير قرابة 4 مليارات ريال في برامج الشباب والأكاديميات بإشراف مهني واحترافي وموظفين متفرغين تحت إشراف الاتحاد الألماني لكرة القدم. - تلك الرحلة إضافة إلى تنظيمهم لكأس العالم وصرفهم لقرابة 7 مليارات ريال في بناء وتحسين ملاعبهم، ساهمت كثيرا في حصولهم على كأس العالم، واستخدموا أفضل الأساليب وأحدثها حتى في تحليل أرقام المنافسين ودراستها علميا. - استخدموا أحدث التقنيات واستغلوا ما يسمى بالبيانات الضخمة «Big Data» وبرنامج يطلق عليه الآن «Match Insight» لاتخاذ قرارات فنية، لمعرفة لياقة اللاعبين وقياسها، والتحضير للمباريات وكيفية إدارتها. - رحلة التغيير لم تنته لذلك الحد، فقصة بنائهم للمعسكر «Camp Bahia» في البرازيل قبيل كأس العالم، أثبتت بأن كل تغيير أقدموا عليه كان وفق استراتيجية واضحة بل وعندما قاموا ببناء المعسكر تأكدوا بأنه سيستخدم من قبل أبناء المنطقة كأكاديمية بالبرازيل لتطوير النشء. - أدق التفاصيل أخذت في الاعتبار عند بناء المعسكر والذي احتوى على 56 وحدة سكنية كافية لإيواء اللاعبين والجهازين الفني والإداري. واحتوى على ملعب للتدريب، صالة لياقة، صالة ألعاب وراحة للاعبين وموقع مباشر على البحر ومركز إعلامي حتى يكتمل التواصل مع احتياجات كأس العالم وبث التقارير المختلفة. - عند بناء المعسكر أخذ في الاعتبار أيضا بأنه سيبنى ليستمر، فساهم في تكاليفه البالغة 150 مليون ريال مستثمرون ألمان، والتي شملت أحدث بنية تحتية من تقنية معلومات واتصالات ومواد بناء من البرازيل نفسها والقرى المحيطة لدفع العجلة الاقتصادية، والأهم السياحة المسؤولة بعد نهاية البطولة. ما قل ودل: لا يمكنك تغيير شيء ونفس العقول القديمة متمسكة بالمناصب حتى..! Twitter @firas_t