لاحظت ولمئات المرات أنه لا تقف امرأة على قارعة الطريق بحاجة إلى سيارة توصلها إلى مشوارها حتى لو كانت المرأة الواقفة متوشحة بالسواد الكامل وأحوالها تدل على بؤسها وعدم وجود من يقوم بخدمتها من بعل أو ابن أو أخ إما لانشغالهم عنها! أو لأنها أرملة أو مطلقة تعيش وحيدة أو مع بناتها اللائي ليس لها غيرهن من ذرية أو نحو ذلك من الحالات التي تضطر امرأة فاضلة للوقوف على قارعة الطريق بحثا عن وسيلة مواصلات، لاحظت أن عشرات السيارات تقف الواحدة تلو الأخرى أمام المرأة، ثم تغادر معظم تلك السيارات دون حملها، وقد تظل واقفة مدة تصل لثلاثين دقيقة وأكثر حتى تمر من الحارة أو الشارع سيارة أجرة فتوقفها وتذهب إلى مشوارها إلى العمل أو السوق أو المستشفى أو لزيارة عائلية ضرورية.. فلماذا تتزاحم تلك السيارات الخاصة أمام كل امرأة تقف باحثة عن وسيلة نقل ثم تتحرك دون أن تحملها إلى بغيتها ولماذا توقفت وتزاحمت أمامها أصلا إن لم يكن أصحابها قد توقفوا أمامها إما بدواعي المروءة أو رغبة في أجرة المشوار وماذا يقول الواحد منهم للمرأة قبل أن يحرك سيارته وينصرف وهو لا يلوي على شيء ليأتي من خلفه ويقوم بالدور نفسه وهو ينظر إلى مرآة سيارته بإعجاب مع أن وجهه يشبه مسن (...)! إن الإجابات على ما ذكر من تساؤلات لا تخفى على أحد سواء كان ذا لب أم أنه من غير لب!، ولكن هذه الصورة الشائهة التي وصلت إلى مستوى الظاهرة القبيحة لا شك أنها تدل على سلوك خلقي غير قويم ومحاولة لاستغلال ظروف نساء مسكينات اضطرتهن ظروفهن للبحث عن وسيلة نقل لقضاء حوائجهن في وقت لا تتوفر فيه وسائل نقل جماعي تغطي المدن والمحافظات وإن كانت هناك مشاريع قادمة يحتاج إكمال تنفيذها لعشر سنوات على الأقل أما حافلات النقل الجماعي فعددها محدود وهي لا تمر إلا ببعض الطرق الرئيسية التي بينها وبين الأحياء الداخلية عدة كيلات كما أن سيارات الأجرة عددها محدود ويفضل قائدوها العمل في الشوارع الرئيسية وإن دخلوا حيا بركاب فإنهم يقفون لنقل من يؤشر لهم من داخل الحي لنقله في اتجاه آخر فلما احتاجت المسكينات لمروءة قائدي السيارات الخاصة ظنوا أن كل واحدة منهن ساقطة فكان الهدف من وقوفه خسيسا ... للأسف الشديد.