قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض المهندس محمد فاروق طيفور: إن معظم القوى السياسية السورية، اتفقت على أن تجرى انتخابات رئاسة الائتلاف بعيدا عن التجاذبات السياسية. واعتبر في حوار ل «عكاظ» أن المتغيرات الدولية تدعو للتفاؤل نحو «جنيف 3»، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية في ظل تفاهمها مع إيران بشأن برنامجها النووي، أكدت للمعارضة أن سوريا ستكون في مقدمة الملفات المطروحة في المنطقة. وأكد طيفور أن الثورة السورية خسرت كثيرا من زخمها السياسي بوفاة وزير الخارجية سعود الفيصل الذي كان من أكبر المناصرين لحرية الشعب السوري الذي لايزال يعاني من قمع نظام بشار الأسد. بقي قرابة الشهر من الآن لإجراء انتخابات الائتلاف، هل ثمة أسماء مرشحة للفوز بالرئاسة؟ حتى الآن ليست هناك صورة واضحة في هذا الملف، لكنني أستطيع القول بأن هناك بعض من الخيرين يحاولون إيجاد اتفاق بين القوى السياسية المعارضة، يتولد بموجبه توافق بين الرئيس المنتخب وهيئة الرئاسة لقيادة الائتلاف في المرحلة القادمة. كما تم الاتفاق على أن تجرى العملية الانتخابية لرئاسة الائتلاف بعيدا عن التجاذبات السياسية، دون أن يتم الاتفاق على أسماء مرشحة للرئاسة. ما الذي تمخض عن اجتماع هيئة التنسيق مع الائتلاف في بروكسل؟ كان تكريسا لما تم الاتفاق عليه في اجتماع باريس الأخير الذي تم فيه التوقيع على مذكرة تفاهم بين الائتلاف والهيئة التنسيقية، وفي اعتقادي أن الجانبين تجاوزا مرحلة الاختلاف منذ اتفاقهما في اجتماع باريس. هل تتوقع لمؤتمر « جنيف 3 » النجاح في التوصل لحل الأزمة السورية؟ قبل الحديث عن ما هو متوقع، أود الإشارة إلى أن «جنيف 2» لم يقدم أي حلول أو حتى أي مشروع للحل في ظل تصلب المواقف الدولية الداعمة للنظام السوري، الأمر الذي لمسته بوضوح في تلك المفاوضات حين كنت نائبا لرئيس الائتلاف السوري برئاسة أحمد الجربا، إلا أنه ومع المتغيرات التي شهدتها الساحة الدولية التي تأثر بها الموقف الروسي والإيراني من الأزمة السورية يمكن أن يكون هناك تفاؤل بإمكانية للحل السياسي في الأزمة السورية، وهو ما نتوقعه في « جنيف 3 » ، حيث بدا أن لروسيا موقفا متغيرا من الأزمة وهو ما يشجع على الذهاب مجددا إلى جنيف شريطة أن يكون هناك اتفاق على مشروع محدد لحل الأزمة، يسبقه التفاهم بشأنه من الأطراف التي كانت ولاتزال تقف إلى جوار نظام بشار الأسد. وكيف تقرأ تأثيرات الاتفاق النووي على الأزمة السورية؟ ربما كان هناك تغيرات في مواقف بعض الدول، فالمسؤولون الامريكيون في حوارات سابقة كانوا قد أكدوا لنا أنهم علقوا كثيرا من قضايا المنطقة بما فيها الازمة في سوريا بسبب الانشغال بإيران وبرنامجها النووي، والآن وبعد الحديث عن التفاهم في هذا الشأن بين إيران والدول الغربية أكدت الإدارة الامريكية أن الملف السوري يحظى بأولويات اهتمامها، وهو بالطبع شيء إيجابي. ما أود أن أضيفه هو أن الثورة السورية باتت تحظى باهتمام أكبر من الدول المؤثرة في ظل المتغيرات التي شهدتها العلاقات الدولية، وليس كما كان في السابق، حين كان الملف السوري «مركونا» رغم المأساة الإنسانية للشعب السوري. ألا ترى أن الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية حولت اهتمام الرأي العام العالمي عن الثورة السورية؟ بكل تأكيد.. بل إن الانقلاب على الشرعية في اليمن، قد استنزف كثيرا من الدعم الذي كان يقدم للشعب السوري، كما أن وفاة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل كان لها وقع الصدمة على السوريين بكافة انتماءاتهم، فالجميع كان يعرف مواقف الفيصل الداعمة للشعب السوري، وإسهاماته في نقل مأساة السوريين إلى الرأي العام العالمي، ودعم موقف المعارضة السورية في مختلف المحافل الدولية. كل تلك الأحداث كان لها انعكاساتها على سير الثورة السورية التي تأثرت أيضا بالعمليات الإرهابية التي استهدفت المنطقة العربية مؤخرا. كثر الحديث عن دور للحكومة السورية المؤقتة.. فمتى سيكون ذلك؟ الحديث عن ذلك هو امتداد للمشروع الوطني الذي كان يستهدف الانطلاق من المناطق الآمنة المحررة، أو من تركيا البلد الذي يستضيف الآلاف من السوريين.. وعلى كل حال يمكن للحكومة المؤقتة أن تقوم بدورها إذا ما توافر لها الدعم، لكي تقوم بخدمة الشعب السوري في جميع المجالات..