لا تزال قضية الطالبة ابنة فيصل العمراني التي توفيت والدتها المعلمة رحمة الحويطي داخل مبنى جامعة تبوك متفاعلة ومعقدة جدا، ففيما حملت الجامعة الطالبة مسؤولية اختيارها، تنفي الطالبة وأسرتها أنها تقدمت لتخصص الحاسب الآلي، مؤكدين أنهم اختاروا الطب كرغبة أولى، ملمحين إلى احتمال وجود تدخل في تعديل الرغبات. وهكذا لا يزال الجدل مستمرا حتى الآن، بانتظار وصول اللجنة الوزارية الفنية التقنية التي شكلها وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل للوقوف على ملابسات ما حدث (يتوقع وصولها اليوم أو غدا)، ووقف مدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز بن سعود العنزي على خطوات وإجراءات قبول الطالبة واطلع على كافة تفاصيل القضية التي باتت قضية رأي عام عقب تداولها على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن والدتها توفيت بعدما علمت بقبول ابنتها في تخصص الحاسب الآلي رغم أن نسبتها الموزونة تؤهلها للقبول في كلية الطب التي تتطلع إليها الأسرة. إلا أن جامعة تبوك أكدت في بيان رسمي أمس الأول سلامة موقفها بقبولها في تخصص الحاسب الآلى الذي اختارته الطالبة كرغبة أولى في بيان تحديد الرغبات. وحرصا من (عكاظ) على تحري المصداقية والوقوف على حقيقة ما حدث، تواصلنا مع الجامعة وحصلنا على نسخة من بيان رغبات الطالبة (برنت) في البوابة الإلكترونية، واتضح بالفعل أنها سجلت الحاسب الآلي رغبة أولى، فيما وضعت الطب رغبة عاشرة من بين الرغبات المتاحة لها. وأوضح ل(عكاظ) المتحدث الإعلامي للجامعة الدكتور محمد الثبيتي أن الجامعة قبلت ابنة المتوفاة الحاصلة على «91.54» نسبة موزونة في تخصص «علوم الحاسب الآلي» بالكلية الجامعية في محافظة حقل، وفق ما أدخلته من رغبات في بوابة القبول الإلكتروني وبحسب معايير القبول بجامعة تبوك وانطباق كافة الشروط عليها بناء على رغبتها الأولى. وبين أن ابن المتوفاة هو الآخر قبل في تخصص الأحياء بذات الكلية الجامعية في حقل، وفقا لرغبته الأولى التي أدخلها في البوابة الإلكترونية من بين 10 رغبات متاحة، وذلك بعد حصوله على نسبة موزونة «73.04» في الثانوية. من جهتها واصلت الطالبة ابنة المعلمة المتوفاة اتهامها لجامعة تبوك بتغيير وتعديل رغبات قبولها - على حد قولها - مؤكدة أنها اختارت الطب كرغبة أولى. وبينت أنها وأشقاءها هم من قاموا بنقل والدتهم من مكان سقوطها إلى مستوصف الجامعة بسيارتهم الخاصة، ومن ثم تم نقلها من المستوصف بسيارة إسعاف تابعة للجامعة كان يقودها حارس أمن. عزاء ومواساة وقدم المدير العام للتعليم بمنطقة تبوك الدكتور عمر بن أحمد أبوهاشم الشريف تعازيه ومواساته لأسرة وذوي المعلمة المتوفاة رحمة الحويطي. جاء ذلك خلال زيارة قام بها مساء أمس الأول لمنزل أسرة المعلمة بمنطقة تبوك، التقى خلالها زوجها وأشقاءها، داعيا الله أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وأن يلهم أسرتها وذويها الصبر والسلوان. رافق مدير التعليم في زيارة العزاء والمواساة، مساعده لتعليم البنين ماجد بن عبدالرحمن القعير وعدد من قيادات تعليم المنطقة. كما قامت المساعدة لتعليم البنات نجلاء بنت سليمان الشامان بزيارة مماثلة لأسرة الفقيدة في منزلهم بمنطقة تبوك. إلى ذلك يرى مراقبون وتربويون أن موقف الجامعة طبيعي وسليم حتى الآن، رغم تعاطف الجميع مع الطالبة في تحقيق رغبتها الآن بالقبول في كلية الطب وإغلاق ملف هذه القضية الشائكة. يذكر أن الطالبة التي لم تقبل في كلية الطب حاصلة على نسبة موزونة بمعدل 91.54، والنسبة المكافئة 92.71، ودرجة القدرات 82، والتحصيلي 88، ونسبة الثانوية العامة القسم العلمي 99.85%.