أسوأ من المتحرشين أولئك الذين يبررون التحرش، وأحق بالتأديب من الشباب المتحرشين أولئك الذين يحاولون أن يجدوا لأولئك الشباب عذرا، وعلى الذين فرحوا بالمقطع الجديد للفتاتين اللتين تم التحرش بهما وظنوا أن قيادتهما لدباب على شاطئ البحر سوف يغير في مجريات التحقيق في حادثة التحرش أن يتذكروا ذلك الرجل الملتزم الرائع الذي أجرت معه مذيعة غير محجبة حوارا، ثم سألته كيف قبلت أن أحاورك وأنا غير محجبة؟ فكان رده: إن الله لم يأمرني أن أحجّبك، ولكنه أمرني أن أغض بصري. أولئك الذين يعتقدون أن ركوب فتاتين لدباب على شاطئ البحر يمنح الشباب المتحرشين العذر والحق في التحرش يجهلون قيمة الأخلاق التي تلزم أولئك الشباب بالأدب وحسن الخلق، حتى لو رأوا على الشاطئ من هي عارية لا يستر جسمها شيء، كما أن أولئك الذين يبررون التحرش يجهلون أن النظام لا يمنح أي أحد حق التحرش تحت أي ذريعة كانت. المبررون للتحرش هم متحرشون متسترون لو أتيحت لهم الفرصة لكانوا أول المتحرشين، ولو أمنوا الفضيحة لما ترددوا في التحرش، وقد سعى بعضهم إلى التماس العذر للشباب المتحرشين قبل ظهور المقطع الذي تبدو فيه الفتاتان تركبان دبابا على الشاطئ حينما راح يتحدث عن إغراء الفتاتين للمتحرشين بما يبدو من جمالهن الذي لم يستره النقاب ولا العباءة، وكأنما مجرد أن تكون الفتاة جميلة أمر يجعل التحرش مقبولا، وكأنما المطلوب من الفتيات أن يقبعن خلف الأبواب الموصدة كي لا يستثرن الشباب المتحفز للتحرش. المبررون للتحرش أسوأ من المتحرشين، وأسوأ منهم من يعارضون صدور نظام يضع حدا للتحرش والمتحرشين أو يعمدون لتعطيل صدور مثل ذلك النظام. [email protected]