يتجرأ المعاكسون عادة على الفتيات اللاتي يظهرن ردود فعل تشجعهم على التحرش أو ترسل لهم رسائل خاطئة بقبول أفعالهم، لكن ذلك لا يبرر المعاكسة أو التحرش، وكثير من المعاكسين والمتحرشين لا ينتظرون أي إشارة قبول بل يندفعون وكأن الفتاة لا تملك خيارا سوى الوقوع في «دباديبهم»! والمعاكسون والمتحرشون مثل الذباب يجتذبون بعضهم البعض، فما أن يبدأ أحدهم بالمعاكسة أو التحرش حتى ينجذب معه آخرون وكأنهم مفترسون يتنازعون فريسة! وفي بعض مقاطع المعاكسة والتحرش تظهر الفتيات بملابس محتشمة مما يدل على أن التبرج واللباس الفاتن ليس وحده ما يحرك الغرائز الشهوانية عند بعض الرجال وإنما الافتقار للمروءة والأخلاق الحميدة، فأنا أفهم أن ينجذب الشاب لمعاكسة فتاة تظهر قبولا ، لكن أن يعاكس فتاة تصده ويصر على معاكستها فهذا يعكس خللا في أخلاق تربيته ومخزون مروءته! وما يزيد طين التناقض بلة أن نفس هذا المعاكس أو المتحرش لا يرضى أبدا أن تتعرض زوجته أو أخته أو ابنته لمثل هذا الموقف، والويل كل الويل لمن يتحرش بهن أو لمن تستجيب منهن! ولأن المروءة ليست جرعة نحقن بها الناس، فإن المجتمع لا يملك لمواجهة التحرش والمعاكسة سوى تشديد رقابته للسلوكيات المنفلتة وتغليظ عقوباته للمتحرشين والمعاكسين، وذلك بتكثيف الرقابة الأمنية وفاعليتها في التصدي لهذه التصرفات، وكذلك تشديد العقوبات والتشهير بمرتكبيها! طبعا لا يفوتني أن أذكر أن المجتمع قديما كان لا يتسامح مع مثل هذه التجاوزات ويتصدى لها، لكن يبدو أن أزمة المروءة عامة! [email protected]