الشعر يخفف من جفاف الحياة، بل انه يخفف من جفاف النثر وقد طالعت هذا الاسبوع الأبيات الرائعة الجميلة للشاعر إيليا أبو ماضي حيث يقول : قالوا: ألا تصف الكريم لنا؟ فقلت على البديه: إن الكريم لكالربيع ، تحبه للحسن فيه وتهش عند لقائه ، ويغيب عنك فتشتهيه لا يرضى أبدا لصاحبه الذي لا يرتضيه وإذا الليالي ساعفته لا يدل و لا يتيه وتراه يبسم هازئا في غمرة الخطب الكريه وإذا تحرق حاسدوه بكى ورق لحاسديه كالورد ينفح بالشذى حتى أنوف السارقيه لكن من يقرأ جمال الشعر خصوصا في هذه الأيام التي ابتلي فيها الجيل الجديد بوسائل الاتصال بما يضيع الأوقات، وأعتقد أن علينا أن نأخذ من الصوفية طريقتهم وهي العزلة عن الناس لكي نتفرغ لمطالعة الشعر وأيضا لكتابة الشعر إن كان عند الواحد منا قدرة واعترف بأني قد حاولت فكان صعبا جدا. لكني خلال مراحل حياتي جمعت كثيرا من القصائد لشعراء قدماء مثل حسان بن ثابت، والفرزدق، والمتنبي، والبحتري، وشعراء معاصرين مثل : نزار قباني، وحمزة شحاتة، وغازي القصيبي.. وأحمد قنديل، وحسن قرشي، وحتى جاسم الصحيح.. وسيصدر هذا المجموع في كتاب بإذن الله بعنوان (المنتقى في شعر العرب). ودعونا ندندن مع الشاعر الكبير الكفيف أبو الحسن الحصري القيرواني الذي غنت له فيروز : يا ليل الصب متى غده أقيام الساعة موعده رقد السمار فأرقه أسف للبين يردده فبكاه النجم ورق له مما يرعاه ويرصده كلف بغزال ذي هيف خوف الواشين يشرده نصبت عيناي له شركا في النوم فعز تصيده وكفى عجبا أني قنص للسرب سباني أغيده يا من جحدت عيناه دمي وعلى خديه تورده خداك قد اعترفا بدمي فعلام جفونك تجحده. السطر الأخير : إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع. [email protected]