رغم كل الضجة التي أثارتها إسرائيل بشأن توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى والادعاء بأنه يشكل خطرا عليها فقد كشفت كواليس السياسة أن خبراء إسرائيليين شاركوا في صياغة الاتفاق وكانوا على اطلاع به أولا بأول، حيث فجرت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية رئيسة الطاقم الأمريكي للمفاوضات النووية مع إيران ويندي شيرمان مفاجأة من العيار الثقيل بتأكيدها أن خبراء إسرائيليين شاركوا في صياغة الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه في فيينا الثلاثاء الماضي. ليس هذا فحسب بل إنها أكدت أن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت تطلع الجانب الإسرائيلي على كل صغيرة وكبيرة في المفاوضات منذ انطلاقها، وأن بلادها كانت مصممة على الحفاظ على ميزة التفوق النوعي لجيش الاحتلال الإسرائيلي مقارنة بدول الشرق الأوسط. ونقلت مصادر إعلامية إسرائيلية عن شيرمان قولها «الولاياتالمتحدة كانت تطلع الحكومة الإسرائيلية على التفاصيل الدقيقة للمفاوضات في جميع مراحل التفاوض وإسرائيل كان لها دور في جميع التفاصيل الخاصة بهذا الاتفاق». ومن ثم فإن تصريحات شيرمان تتناقض مع الموقف الرسمي الإسرائيلي العلني، الذي يتمسك بروايته بأن الجانب الأمريكي لم يطلعه على تفاصيل المفاوضات، حيث أكدت شيرمان أن الرئيس باراك أوباما تحدث مع نتنياهو بعد دقائق معدودة من التوقيع على الاتفاق، وأكد له أن الولاياتالمتحدة متمسكة بالحفاظ على التفوق النوعي الإسرائيلي مقارنة بدول المنطقة.. وبذلك يمكننا القول: كذب نتنياهو وصدقت شيرمان!.