كشفت اللقاءات الاولية، التي اجرتها مستشارة الأمن القومي الاميركي، سوزان رايس، مع المسؤولين الاسرائيليين، عمق الهوة في المواقف بين اسرائيل ودول الغرب بما يتعلق بالملف الايراني، في وقت اكد المدير العام الاسبق للجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية عوزي عيلام، ان تكون ايران قادرة على انتاج قنبلة نووية بعد 10 سنوات، على الاقل. وكان نتانياهو اصر امام ضيفته الاميركية على موقف بلاده المتشدد ازاء ايران، وطالب ب "اتخاذ قرارات اشد حزما لمنع قدرتها على تطوير القنبلة النووية"، فيما شددت رايس على موقف الادارة الاميركية، الذي يرى في المسار الديبلوماسي الوسيلة الانجع لوقف المشروع النووي الايراني. وفيما تطرق البيت الابيض في بيان الى ما طرحته رايس في اسرائيل وتأكيدها امام نتانياهو ان الاتفاق مع ايران سيضمن عدم وجود اي ابعاد عسكرية لبرنامجها النووي وان واشنطن لن "تسمح لايران بالحصول على سلاح نووي"، ابقت اسرائيل اللقاءات بعيدة عن وسائل الاعلام. وفي ظهور لنتانياهو امام ممثلي منظمة "اصدقاء الجيش الاسرائيلي في الولاياتالمتحدة" لم يتطرق بتاتاً الى زيارة رايس ولا الى لقاءاتها، لكنه استحضر الملف الايراني، عبر تكرار التحذير من ان ايران تسعى لابادة اسرائيل ولصنع قنبلة نووية لتحقيق هذا الهدف. وشدد نتانياهو على ان "اسرائيل ستفعل ما بوسعها لحظر حيازة ايران القدرة على انتاج قنبلة نووية"، وعبر عن "قلق" بلاده من التوصل الى اتفاق "سيء" يساعد ايران على الحفاظ على قدرتها لتطوير سلاح نووي. وقال ان "ايران تملك اليوم آلاف أجهزة الطرد المركزي وآلاف الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب لإنتاج القنبلة". ومن شأن اتفاق سيء أن يتيح لها الحفاظ على هذه القدرة. وعليه، شدد نتانياهو على ان "عدم التوصل الى اتفاق مع ايران افضل من التوصل الى اتفاق سيء". والزيارة هي الاولى لرايس الى اسرائيل، وحضرت تحديداً من اجل البحث في الملف النووي الايراني وتنسيق المواقف بين الطرفين، عشية استئناف المحادثات بين طهران الدول العظمى في فيينا. ويرافقها في الزيارة رئيس طاقم المفاوضات مع ايران فاندي شيرمان ومسؤولون امنيون ومن الاستخبارات بهدف الاطلاع على المحادثات التي ستجري حول العلاقة الإستراتيجية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. الى ذلك، رجح المدير العام الاسبق للجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية عوزي عيلام، ان "تكون ايران قادرة على انتاج قنبلة نووية بعد 10 سنوات على الاقل". وقال في مقابلة خاصة مع صحيفة "يديعوت احرونوت"، ستنشر تفاصيلها غدا الجمعة:"انه يجب اعطاء الخطوات الديبلوماسية المتخذة بهذا الشان فرصة لتنجح، وذلك الى جانب مواصلة العقوبات الاقتصادية". وانتقد عيلام بشدة سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في الملف الايراني، مؤكداً ان "رئيس الحكومة والسياسيين من حوله قاموا بادخال الرعب الذي نحن في غنى عنه، الى قلوب المجتمع الاسرائيلي، لاغراض سياسية". وعبر عن عدم اقتناعه برغبة ايران في الحصول على السلاح النووي، قائلاً انه "يحتمل انها ترغب فقط في البقاء على عتبة الحصول على هذه القدرة بغية تقوية نفوذها في المنطقة".