شهدت أسواقنا المحلية حركة نشطة في مبيعات السلع والخدمات الاستهلاكية خلال موسمي رمضان المبارك وعيد الفطر ولقيت رواجا وإقبالا كبيرا، ولاحظنا تنوع وتدفق السلع الغذائية المتنوعة، مما وضع المستهلك أمام خيارات عديدة في عملية الشراء وتحقيق احتياجاته الاستهلاكية خلال الفترة الماضية. والآن بعد انقضاء مواسم المواد الاستهلاكية وانتهاء ظاهرة الشراء المكثف للسلع الاستهلاكية يبقى السؤال الأهم: هل تم استهلاك جميع ما تم شراؤه؟ وهل تم استهلاك نصف ما تم شراؤه؟ أم أنه بقي معظم ما تم شراؤه حبيس الثلاجات ودواليب المطابخ؟ أتوقع أن معظم الإجابات أن ما تم شراؤه ظل حبيس الثلاجات والمطابخ وذلك بسبب تعمق ثقافة «فوبيا النقص» وكأننا سنموت إذا لم تتوفر المواد الاستهلاكية الغذائية بشكل أخص. قد تكون هذه الفوبيا ناتجة من الخوف من غلاء الأسعار خلال فترة المواسم، ولكن لابد من تغيير هذه النظرة بعد رؤيتنا لتخفيضات وعروض قد لا نراها طوال السنة، فهناك تنافس محموم بين محلات السوبر ماركت بمختلف أنواعها في كيفية جذب المستهلكين لهم خلال هذه الفترة ولهذا نجد كما هائلا من التخفيضات التي قد لا نصدق أنها في المواسم التي اعتدنا ارتفاع الأسعار فيها. علينا أن نتنبه لنقطة هامة وهي أن المحلات التجارية استوعبت طريقة تفكيرنا ولم يستوعب معظمنا طريقة تفكيرها، فأصبحت تلجأ لتخفيض شركة أو شركتين من كل صنف غذائي، ليقينها بأن المستهلك عند استعداده للشراء فإنه سيلجأ للوقوف في طابور عريض قد يتجاوز الخمسين شخصا أمامه مما يدفعه للشراء بكميات كبرى وعشوائية للأدوات المخفضة وكذلك الأدوات التي لا يوجد عليها أي تخفيض لتعويض تلك التخفيضات من الكميات الكبرى التي قام بشرائها. علينا التريث قبل مجيء أي موسم، والتذكر بأن هذه المواسم لا تأتي على غفلة وإنما هناك تقويم وبإمكاننا الشراء قبلها بمدة لنرتاح من عناء الطوابير والانتظار ونتفرغ لشغل أوقاتنا بما هو أنفع.