نجح الإعلام اليمني في التصدي للهجمة التي تمارسها ميليشيات الحوثي وصالح ومحاولتها المستميتة إخفاء الحقائق عن الشارع اليمني وصناعة الشائعات التي تعتمد على وسائل إعلامية من إذاعة وتلفزيون ومواقع إخبارية سيطرت عليها إبان اجتياحها للعاصمة صنعاء. وعمدت ميليشيات الحوثي عبر مؤسسة الاتصالات اليمنية إلى حجب أكثر من 60 موقعا إخباريا ونهب أكثر من 10 مؤسسات صحافية سواء مقروءة أو مسموعة أو مرئية وإيقافها عن العمل بينها مؤسسات تعود ملكياتها لأيتام، فيما أخفت 11 صحفيا وقتلت ثلاثة آخرين عبر إيداعهم في مخازن للأسلحة. وكان باكورة جهود نقابة الصحفيين اليمنيين في مواجهة التحدي تنظيم فعاليات داخل العاصمة صنعاء طيلة الأسبوعين الماضيين وآخرها تنظيم الوقفة الاحتجاجية التي وصفت بالأقوى والأجرأ حيث طالبت بسرعة الإفراج عن 11 صحفيا تم اختطافهم دون أي مسوغات قانونية قبل أكثر من شهرين، وإخفاؤهم بشكل قسري في سجون الاستخبارات. وتعددت وسائل كسر الحجب وقهر تحديات العمل المتمثل بغياب الكهرباء ورداءة خدمة الإنترنت ومنع تصميم مواقع إخبارية جديدة ونشر وسائل إعلامية تعمل على ترويج الشائعات بل وتوظيف إذاعات تابعة للمؤسسة العام للإذعة والتلفزيون لنشر شائعات مفبركة وأخبار مصنوعة تستهدف شرائع المجتمع اليمني بكامله. غير أن تلك التحديات تبددت في الآونة الأخيرة بظهور عدد من الوسائل الإعلامية الجديدة المعارضة للحوثي والتي تعتمد سياسة المصداقية في النقل للأحداث بعيدا عن ثقافة الصناعة الخبرية المفبركة والتي واكبت الأحداث بشكل إيجابي وخلقت نوعا من الرضى لدى المجتمع اليمني وخاصة المعارضين للحوثي الذين كادت أن تفتك بمعنوياتهم العالية شائعات الحوثي المضللة. وقال محمد الشبيري رئيس تحرير موقع «يمن مونيتور» أحد المواقع الإخبارية الوليدة مؤخرا: «ينبغي أن يواجه التحدي بحزم وقوة وإرادة صلبة وشجاعة ويعطي مساحة للآراء بما يكفل تقديم رسالة إعلامية مهنية غير منحازة إلا للحقيقة فقط»، مؤكدا أن غوغاء الإعلام وصنع الشائعات تشكل خطرا على المجتمع اليمني. بدوره وصف سكرتير وزير الإعلام اليمني عبدالباسط القاعدي ممارسات الحوثي بالإرهاب الفكري، معتبر أن تلك الممارسات تعبر عن خوف الحوثي من الأصوات الحرة والسعي لإخفاء ملامح جرائمه ضد الإنسانية والتي يسعى أن تكون بعيدة عن الرقابة الإعلامية.