قدر اقتصاديون حجم استهلاك السعوديين من المواد الغذائية والحلويات خلال العيد بحوالى 3 مليارات ريال، في ظل فشل برامج الترشيد والتوعية بضوابط الاستهلاك الصحيح حفاظا على صحة الجسم بعد صيام شهر رمضان المبارك، وقال الخبراء إن 30% من المواد الغذائية والحلويات تجد سبيلها إلى حاويات النفايات رغم البرامج المعلن عنها لإيصالها للمحتاجين، داعين إلى ضرورة إطلاق برامج جادة لترشيد الاستهلاك بداية من الوقود وحتى الطعام. وقال الاقتصادي مصطفى تميرك إن حجم الإنفاق على الولائم يزداد في العيد، متوقعا أن يصل حجم الاستهلاك إلى أكثر من 3 مليارات ريال في شراء المواد الغذائية والحلويات التي انتشرت بسطاتها منذ وقت مبكر أمام الشوارع والمحلات التجارية في معظم الشوارع الرئيسية، وحذر من الإفراط في الطعام والشراب بعد الصيام بصورة سريعة حفاظا على الصحة العامة، مشيرا إلى أن ذلك الأمر له علاقة مباشرة بزيادة معدلات السمنة والضغط والسكر إلى أكثر من 25% في المتوسط، مما يرفع من فاتورة علاجها سنويا لأكثر من 20 مليار ريال تزيد على 30% من ميزانية وزارة الصحة. من جهته، أشار رجل الأعمال سيف الله شربتلي إلى أن الإسراف طبيعة متجذرة في المجتمع نتيجة للخلط بينه وبين الكرم المعهود عن السعوديين، وقدر حجم الاستهلاك من المواد الغذائية خلال شهر رمضان بحوالى 20 مليار ريال مقارنة ب7 مليارات فقط في الأشهر الأخرى. وتساءل عن مصير البرامج التي أطلقت مؤخرا من أجل تخفيض أسعار السلع الاستهلاكية التي تشهد طفرات مستمرة في المواسم، مشيرا إلى تقديرات غير رسمية تشير إلى أن 50% من مشتريات رمضان كان مصيرها حاويات النفايات. ولفت عضو جمعية الاقتصاد السعودي عصام خليفة إلى أن سوق الغذاء السعودي بمفرده يصل إلى 100 مليار ريال سنويا بزيادة قدرها 7% كل عام على أقل تقدير، مشيرا إلى انتعاش تجارة التجزئة بشكل كبير للغاية بسبب النمط الاستهلاكي السائد. ولفت إلى أن الزيادة المستمرة في أسعار السلع الأساسية لا تتسق مطلقا مع الأسعار التي تشهد تراجعا في البورصات العالمية.