اعتبر خبراء في الطاقة النووية، أن اتفاق فيينا بين إيران والغرب أعطى طهران بعض المزايا، وخلصوا في قراءتهم ل «عكاظ»، لبنود الاتفاق، إلى أن أهم ما حصلت عليه إيران هو الاعتراف الغربي بأنها «دولة نووية». ورأى كبير خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور يسري أبو شادي، أن البند المرتبط بتعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 % لمدة 6 أشهر، لا تأثير له على البرنامج النووي السلمي لإيران، إذ أن الأخيرة أنتجت أكثر مما تحتاج، وليس لديها أي مبرر للاستمرار إلا لاستغلال هذه النقطة في المفاوضات وهو ما حدث. أما البند الخاص بالتخلص ما أنتجته من يورانيوم 20 % سواء بتصنيعه كوقود إضافي لمفاعل طهران للأبحاث أو بخلطه مع يورانيوم منخفض التخصيب لإنتاج يورانيوم لا يزيد عن 5 %، فيعد مكسبا إضافيا للغرب مكنه من التخلص من هذه الكمية التي يمكن أن تستغلها طهران للوصول العاجل ليورانيوم فوق 90 % لتصنيع القنابل الذرية، ومن ناحية أخرى يعد هذا البند مكسبا لإيران حيث نجحت في فرض وجهة نظرها على الغرب بعدم تصدير هذه الكمية المخصبة خارج أراضيها. وأضاف أبو شادي، أن البند المتعلق باستمرار تخصيب اليورانيوم حتى 5 % (دون زيادة) بشروط معينة، منها عدم زيادة وحدات التخصيب الحالية، يمكن اعتباره مكسبا للغرب ولإيران، كما أن البند المتعلق بعدم إنشاء إيران خلال مدة محددة أي موقع جديد للتخصيب بخلاف موقعي ناتانز وفوردو، يصب في مصلحتها باستمرار العمل في مصنع تخصيب اليورانيوم المثير للجدل في فوردو. وأشار إلى أن الاتفاق تضمن إعطاء إيران حق التصرف فيما يعادل 7 مليارات دولار، والإفراج عن أرصدة لمبيعات النفط الإيراني، وتعليق الحظر على تجارة الذهب والمعادن الثمينة والسيارات، والترخيص بإمدادها بقطع غيار الطائرات المدنية وترخيص التصليح والخدمات الملحقة، وهو ما يعد أهم مكسب حصل عليه الجانب الإيراني. وشدد على ضرورة أن تبدأ إيران مع الوكالة الدولية وضع خطوات تنفيذية لبنود الاتفاق، حيث سيتم تقييم نتائجه بعد 6 أشهر، ووضع خطة مؤقتة ل 6 أشهر قادمة يتم إضافة أو تعديل بعض بنود هذه الاتفاقية للوصول للخطوة النهائية في الحل الشامل، والذي من المتوقع أن يتم في أقل من عام. من جهته، قال خبير الشؤون النووية الدكتور إبراهيم العسيري: إن الاتفاق النووي سيعيد رسم المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، وسيؤدي إلى إطلاق تحالفات جيوستراتيجية جديدة، كما أنه سيغير من ميزان القوى، خاصة في ظل التقارب الأمريكي الإيراني، ولم يستبعد أن يدفع المنطقة إلى سباق نووي، ويدفع دولا أخرى لبدء تطوير وقود ذري. ورأى أن إيران حصلت بهذا الاتفاق على اعتراف غربي بأنها دولة نووية، وبالتالي تستطيع بما لها من خبرات وقدرات أن تمتلك السلاح النووي وقتما تريد، وأن تبني ترسانتها العسكرية، وتطور أنظمتها الصاروخية وقواها البحرية والجوية، ومن ثم فإن امتلاكها التكنولوجيا النووية، أمر يثير القلق لدى دول المنطقة. واعتبر العسيري، أن الاتفاق يساعد إيران على الاحتفاظ ببرنامجها النووي بمكوناته الأساسية مع العمل على إيجاد بعض الآليات لضبط هذا البرنامج.