في تحد لقرار تشديد العقوبات عليها، أعلنت طهران أمس، انها أنتجت 17 كيلوغراماً من اليورانيوم العالي التخصيب، مؤكدة قدرة مفاعلها النووي في ناتانز على إنتاج 5 كيلوغرامات شهرياً من الوقود النووي المخصب بنسبة 20 في المئة. وعكست تلك الخطوة تصميماً إيرانياً على خوض «سباق» في مواجهة إجراءات المقاطعة والعزل التي تنص عليها العقوبات، ناهيك عن عدم استعداد طهران للتجاوب مع مطالبة الغرب بتعليقها نشاطات التخصيب. وفي أول تعليق له على القرار 1929 الصادر من مجلس الأمن، اعتبر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي ان تشديد العقوبات على بلاده يشكل «دليلاً على عجز» الغرب وارتباكه. وأكد مدير منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي اكبر صالحي لدى إعلانه إنتاج 17 كيلوغراماً من اليورانيوم العالي التخصيب، ان «إيران قادرة على تخصيب اليورانيوم بأي نسبة تحتاجها»، لكنه استدرك قائلاً: «ننتج اليورانيوم المخصب بمقدار حاجتنا ولا نريد تخصيب كل اليورانيوم (الذي تمتلكه إيران) بنسبة عشرين في المئة». ووضع هذا الإعلان عقبة جديدة في وجه الجهود البرازيلية والتركية المتمسكة باتفاق لتبادل الوقود الإيراني رعته أنقرة وبرازيليا. وقال صالحي إن الجانب الإيراني، يحترم إعلان طهران الموقّع مع البلدين، إلا إذا أرادت دول الغرب «اتخاذ خطوة ضد مصالح إيران الوطنية مثل قرارات مجلس الأمن». وفي وقت أعلن الأتراك استعدادهم لمواصلة جهودهم مع البرازيل لإنجاز صفقة التبادل التي قد تفتح أبواباً للحوار مع الغرب، رأى وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم أمس، ان «الكرة أصبحت في ملعب طهران وعليها تبديد المخاوف الدولية في شأن برنامجها» النووي. وأشار الوزير خلال زيارته صوفيا الى ان «هناك مخاوف دولية أعربت عنها مجموعة فيينا» المؤلفة من الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا، في شأن اتفاق تبادل الوقود النووي الذي أبرمته إيران والبرازيل وتركيا في 17 أيار (مايو) الماضي. وأعرب الوزير البرازيلي ونظيره البلغاري نيكولاي ملادينوف عن أملهما بألا يؤدي قرار العقوبات الى إغلاق الباب أمام المفاوضات. وقال ملادينوف: «من المهم جداً ألا يغلق فرض عقوبات دولية إضافية، الباب أمام إجراء مفاوضات ومحادثات مع إيران». وأعرب الوزير البلغاري عن أمله في ان تصبح السلطات الإيرانية مستعدة للجلوس الى طاولة لإجراء حوار مفتوح حول كل القضايا المتعلقة ببرنامجها النووي، مع مجموعة فيينا والوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل إيجاد حل». من جهة أخرى، استقبل سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي في طهران أمس، نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي أعلن دعم بلاده البرنامج النووي السلمي الإيراني. في المقابل، أعلنت إسرائيل إطلاق قمر اصطناعي مخصص للتجسس على البرنامج النووي الإيراني، فيما رأى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي عوزي آراد ان «لا جدل حول مشروعية مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية»، مشيراً الى ان النقاش يدور حول جدوى هذه الخطوة.